وات - تم تأجيل الدورة الثامنة لمهرجان الحاجوجة بمنطقة الشيحية في صفاقس التي كان من المنتظر تنظيمها من 10 الى 14 جانفي الجاري إلى موعد لاحق، وذلك بسبب انعدام الدعم المادي من وزارة الشؤون الثقافية ومن المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، ذلك ما تم الاعلان عنه خلال ندوة صحفية عقدتها مساء أمس الجمعة الهيئة المديرة لجمعية مهرجان الحاجوجة بالشيحية. وأفاد رئيس جمعية مهرجان الحاجوجة بالشيحية نور الدين بوقشة في هذه الندوة، أن الجمعية عملت على إعداد الملف الخاص بالدورة الثامنة لمهرجان الحاجوجة منذ شهر مارس الماضي الا أنه لم يسجل أي تقدم في مساره وبقي في رفوف مصالح المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وسلطة الاشراف إلى غاية أواخر شهر نوفمبر المنقضي وذلك لغياب الموازنة المالية المطلوبة لإقامة المهرجان في خزينة الجمعية الى حد الساعة وفق تعبيره، مشيرا إلى أن النسخة الثامنة لمهرجان الحاجوجة بالشيحية كان من المنتظر تنظيمها من 28 ديسمبر 2019 الى غاية 14 جانفي 2020 ببرنامج ثري يحتوي على 10 سهرات فنية الا انه تم التقليص في المدة المحددة للمهرجان من 10 الى 14 جانفي الجاري وتقليص العروض إلى 5 سهرات فقط وذلك لأسباب مادية ومع ذلك لم يتم صرف المنحة التي تم وعد جمعية مهرجان الحاجوجة بها وقدرها 40 ألف دينار من قبل المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ووزارة الشؤون الثقافية. وأضاف أن الهيئة المديرة لجمعية مهرجان الحاجوجة بالشيحية مستعدة لتنظيم الدورة الثامنة للمهرجان خلال شهر مارس القادم وذلك في حالة ان وفت كل من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وسلطة الاشراف بوعودهما المادية وصرف المنح الموكولة لهما لاقامة المهرجان. يذكر أن جمعية مهرجان الحاجوجة بالشيحية التي تأسست سنة 2012 تعمل على خدمة الثقافة وإحياء التراث المادي واللامادي بجهة صفاقس وتثمينه والتعريف بالملاحم النضالية التي طبعت تاريخ رجال ونساء مدينة صفاقس في مقاومة المستعمر والغزاة ولعل أبرزها ملحمة "الحاجوجة" التي تصادف ليلة 14 جانفي من كل سنة وهي ليلة رأس السنة العجمية أو ما يعرف بليلة السبعة فصول وهي ملحمة نضالية تؤرخ لمدى صمود أهالي صفاقس في تحرير مدينهم من الاستعمار النرماني الذي احتل مدينة صفاقس منذ سنة 1148 وذلك على مدى 8 سنوات. وتتكون أكلة الحاجوجة التي دأب على إعدادها أهالي صفاقس للاحتفال بذكرى هذه الملحمة التاريخية الشاهدة على مجد أبطال صفاقس في مقاومة المستعمر النرماني في منتصف شهر جانفي من كل سنة ، من الفول أو ما يعرف ب"المدمس" و"الرفيسة" المتكونة من الكسكسي بالدقلة "عليق" والتي تطهوها ربات البيوت إحياء لقصة بطولة لرجال صفاقس ونساءها في مقاومة المستعمر.