قراءة: 2 د, 21 ث خالد الهرماسي بعد أن كان منذ أيام قليلة محور الارتكاز الرئيسي في تحديد مصير حكومة الحبيب الجملي حيث تحول من موقع العزلة السياسية إلى حكم الساحة الرئيسي ليتاجر و يعقد الصفقات و يبتز و يتحرش خاصة بالحزب الأول حركة النهضة من أجل تصفية ملفاته القضائية مقابل تمرير حكومة الحبيب الجملي التي سقطت بعد رفض الحزب الأول مرورها بأي ثمن خاصة أن المقابل كان الإفلات من المحاسبة و تصفية ملفات فساد جارية لدى القضاء و لأن تحديد المصير كان وقتيا بيده تمكن من عقد صفقة ظن أنها مضمونة مع رئيس حزب تحيا تونس يوسف الشاهد الذي كان مهندس دخوله السجن في معارك طاحنة بين العائلة السياسية الواحدة و الأخوة الأعداء هذا هو نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس أو كما يحلو للكثير منادته سي نبيل الذي وقع بغباء سياسي في فخ نصبه له عدوه اللدود يوسف... بعد نتيجة التصويت و إثر سقوط حكومة الجملي مباشرة ظن سي نبيل أو خيل إليه قد اصبح رقم 1 في المشهد و أنه الفاتق الناطق حيث عقد ندوة صحفية مبشرا بكتلة تفوق التسعين نائب سوف تحدد شكل و هيكلة و مصير حكومة الشخصية الأقدر وأن دور الرئيس قيس سعيد فيها هو ساعي بريد لا غير و أن الحكومة هي حكومة إنقاذ لا دور فيها للحزب الأول و أن الأمر قد قضي و انتهى ليصبح ولد القروي المحرك الرئيسي و القلب النابض للمشهد السياسي في تونس و أن بإمكانه التخلص من حركة النهضة ثم تحيا تونس ليخلو له وجه قيس سعيد وحده و يعين من يشاء لحكومة الشخصية الأقدر و الباقي معروف تصفية ملفاته القضائية ولما لا بعد ذلك خصومه كحركة النهضة التي رفضت مشاركته في حكومة الحبيب الجملي و خاصة يوسف الشاهد للإنتقام منه... لكن ما كل ما يشتهيه سي نبيل يناله حيث تبين أن الاتفاق الذي تم بين حزب تحيا تونس و قلب تونس ليس إلا زواج متعة لعدة أيام حتى لا تكون العلاقة علاقة زنا سياسي مثلما يعتقد في بعض المذاهب الدينية ليستفيق نبيل القروي ذات صباح على ساعي بريد يحمل له ورقة طلاق إنشاء عن طريق يوسف الشاهد معلما إياه أنه لا حب إلا للحبيب الأول و أن السياسة شطارة و أن قيس سعيد خط أحمر و أن النهضة تدوم و قد يجدها يوم الشدة خاصة أنه خبرها و عرف نبل مواقفها يوم رمى به اخوته في الجب لو لا أن التقطته سيارة النهضة لتجعل منه سيد قومه... جاء اليوم الموعود و اعلن الرئيس قيس سعيد عن الشخصية الأقدر التي كلفها بتشكيل الحكومة و كانت المفاجأة الكبرى و اللطخة و الصدمة و الصاعقة التي نزلت على سي نبيل بسبب أن الشخصية من إقتراح يوسف و ليس للنهضة عليها اعتراض حيث علم سي نبيل أنه وقع في الفخ و أن ممارسة السياسة ليست إعانات يرحم خليل و أن في السياسة الذي يضحك هو من يضحك أخيراً ليلعن نبيل القروي حظه التعيس قائلا كان موش الجريّدة... ما يحصل العصفور ...