قراءة: 1 د, 45 ث وات - بلوحات تراثية تضمنها العمل الفرجوي بعنوان "الركيزة"، وجسدت عادات الآباء والأجداد في أفراحهم ومسراتهم، وتعايشهم مع البادية، نظمت صباح اليوم الأحد، "جمعية رفق للتنمية البشرية" بالقلعة من معتمدية دوز الشمالية، تظاهرة "اللمة" في دورتها السادسة، والتي تمثل موعدا سنويا للاحتفاء بكبار السن والنهل من تجاربهم الحياتية، وفق ما أكده مدير هذه التظاهرة، فتحي الدباك، ل"وات". وأوضح المصدر ذاته أن "لمة" هذه السنة شهدت نقلة نوعية في برنامجها، الذي انفتح على بعده الجهوي، ليجمع الآباء والأجداد من كافة ربوع الولاية بساحة العين القديمة وسط مدينة القلعة، نظرا لما لهذا المكان من رمزية تاريخية تتعلق بها أفئدة الآباء والأجداد، وترمز للنواة الأولى للتواجد بهذه المنطقة حول بئر من الماء كانت الدافع للاستقرار وبناء المنطقة، إضافة إلى تنظيم معرض مغاربي للأكلات الشعبية والصناعات التقليدية، بمشاركة عارضين من الجزائر وليبيا. كما بين الدباك أن تظاهرة "اللمة" تتميز في دورتها السادسة بتنظيم عمل ملحمي بعنوان "الركيزة"، التي تمثل في موروثنا الشعبي العمود الذي يرفع الخيمة التقليدية لتنتصب شامخة في الصحراء، وهو عمل من إخراج مراد بن يوسف، ونص شعري لبلقاسم عبد اللطيف ومحمد ضو، ويجسد لوحات للعادات والتقاليد، من بينها لوحة الكتاتيب والألعاب الشعبية، كلعبة كرة المعكاف، إضافة إلى قيمة البئر "الماء" بالصحراء، والفرح بالغيث النافع، الذي يحفز الأهالي على حراثة الأرض. من ناحيتها، أكدت عضوة لجنة تنظيم "اللمة"، زهرة بوخريص، أن هذه التظاهرة انطلقت منذ ست سنوات ببادرة بسيطة أطلقها أحد شيوخ مدينة القلعة في شكل ميعاد رمضاني يجمع كبار السن ويخرجهم من العزلة، إلا أن هذه الفكرة لاقت استحسانا كبيرا من الأهالي الذين طالبوا بتطويرها لتتحول من سنة إلى أخرى إلى موعد ثقافي كبير ينجز بمساهمة كافة أهالي المنطقة للاحتفاء بالآباء والأجداد وجمعهم لاسترجاع ذكريات الماضي. وبدورهم، عبر عدد كبير من كبار السن الحاضرن في فعاليات هذا اليوم، عن سعادتهم بهذه اللمة أو الميعاد، الذي بات يمثل لدى الكثير منهم محجة سنوية للالتقاء واسترجاع الذكريات والاطمئنان على بعضهم البعض، مثمنين هذه البادرة التي لاقت هذه السنة إقبالا جماهيريا غفيرا، إذ مثلت للكثيرين فرصة للتلاقي بين الأجيال، وتعريف الناشئة بالكثير من العادات والتقاليد التي كانت سببا في تعمير هذه المنطقة وتطويرها لتصبح على ما أصبحت عليه اليوم من واحات غناء يطيب بها العيش.