تونس–الشروق أصبحت الأعراس بمعتمدية منزل بوزيان في السنين الأخيرة أقرب «للمهرجانات» الصيفية المصغرة من حيث نقلتها النوعية وتعدد سهرات الحنة و»المرواح» وإلى جانب الاحتفاء بالعريسين من خلال إقامة حفلات غنائية متعددة الطرق ترتكز أكثريتها على تنشيط الأعراس بأغان راقصة من مختلف الألوان الشعبية والموجات الجديدة بإطلالة الأغاني الغربية تلبية لأذواق الحضور وخصوصا الشباب منهم. ويعتمد آخرون على فرق شعبية تستعمل الآلات القديمة كالطبل والمزمار والدف المدعومة بالآلات الحديثة وذلك بمصاحبة فنان شعبي يجمع بين الغناء وإلقاء الشعر ذات مضامين تفوح بقيم الشهامة والكرم والجمال وغيرها من صفات الرموز الجامعة بمصاحبة النغمات الأصيلة للمزمار ودقات الطبل التي تتخللها الرقصات «الموزونة» لأهل العريسين والأحبة وتزيد زغاريد النسوة في «تسخين» الأجواء الحافلة. «قصعة» الاختتام امتزجت الأعراس بمعتمدية منزل بوزيان وبحضرها وريفها المترامي بين الجمع بالعصري والتقليدي من خلال والإطلالة الحاضرة لعادات وتقاليد الأجداد. وذلك باختتام أجواء الأعراس بعد إنقضاء سبعة أيام على فرحة العمر بإقامة «قصعة» العصيدة للنساء من كبار السن وأهل العروسين. وعادة ما تتكفل بإعدادها صباح «الأسبوع» أم العروسة إضافة إلى «قصعة» الرجال الموجهة للشيوخ والتي يقيمها أهل العريس للأقارب والأحبة.و هي عبارة عن وليمة تقوم أساسا على تقديم طبق كبير من الكسكسي واللحم وتعرف بأكلها بالأيادي وقبل غسلها ورفعها تتلى فاتحة القرآن وتُتبع بالأدعية الصالحة والتمني بالسعادة والهناء والذرية النافعة للعريسين اللذين تقام على شرفهما «هذه القصعة». وتقترن هذه العادة بأجواء من الفرح الراقص واللمة الموسعة التي تختتم بإرتداء العروسة للباس التقليدي «العربي». وينتهي هذا الموعد «الأسبوعي « بتوزيع المشروبات الغازية وكؤوس الشاي على المدعوين والتي تصاحبها الزغاريد المطولة للنسوة ك»قفلة» لأفراح العرس. ومن هنا تبدأ الحياة الزوجية للعريسين بالاستقلال السكني والتعويل على انخراطهما العاطفي والإجتماعي والمادي لبناء أسرة جديدة على مقاس الطموح ومسارات التفاهمات السابقة للإرتباط.