قراءة: 2 د, 41 ث حياة بن يادم اتصلت بي جمعية "تونسيات" لتحضير ورقة حول الحضور الكمي و الكيفي الباهت للمرأة التونسية في الحكومة. و تطرقت في الورقة إلى عدة محاور منها نبذة عن تاريخ المرأة التونسية و إسهاماتها في النضال منذ معركة الاستقلال إلى غاية معركة الحرية و الكرامة. كما أشرت الى وجودها في المشهد السياسي بلغة الارقام في كل المحطات السياسية بعد الثورة. و حاولت قراءة وجودها في حكومة الجملي و الفخفاخ. ثم ختمت بأسباب وجودها الباهت في الحكومة و اقترحت الحلول المناسبة لتعزيز حضورها في مواقع صنع القرار. و من بين الأسباب التي جعلت المرأة مستثناة من مواقع القرار في الحكومات المتعاقبة هو: * نتيجة ضعف حضورها في المشهد السياسي بصفة عامة، لأن الوزارة ليست وظيفة بل مهمة سياسية، و الاصل في الوزير زيادة على كفاءته أن يكون سياسي بامتياز. *التجربة مازالت فتية. * غيابها على مجالات الفعل السياسي. فالسياسة مغالبة و صراعات و إيديولوجيا. *مشاركة المرأة في الصفوف الامامية للاحزاب مازالت محتشمة نتيجة للوقت الطويل الذي يصرفه الساسة في العمل الحزبي و لا تقدر عليه المرأة لانها مكبّلة. *السياسة في تونس تعتمد السجال و الجدال و المرأة مازال ينقصها هذا. *الاجواء التي ترافق النشاطات السياسية لا تتلائم مع خصوصية المرأة مثل الاجتماعات التي تعقد الى وقت متأخر من الليل. * التراكمات التاريخية و الثقافية والعقلية الذكورية في المجتمع التونسي . * عقلية المرأة في حد ذاتها. * كذلك هناك وجوه نسائية تقلدت مناصب هامة في الدولة كنّ النسخة الرديئة للمرأة. أما الحلول المقترحة: *شن حرب على أدلجة الساحة السياسية و على الكراهية و على التناحر الحزبي و الثقافي و الاعلامي. لان تجفيف منابع التناحر و كل انواع التوتر يجعل من بيئة التنافس صحيّة. و عندما تنزل المرأة مع الرجل في مواجهة الكفاءة يعني كفاءة لكفاءة تستطيع ان تثبت جدارتها. و الدليل سيطرة الاناث في الجامعات و في مختلف المهام التي لا تناطح و لا صراع فيه. لكن ما دامت الساحة السياسية لا تتنافس وفق الكفاءات لكن وفق القدرة على البطش و الكراهية و الغدر فلن تنتزع المرأة حظها. *النشاط السياسي يجب ملاءمته لخصوصية المرأة. على سبيل المثال في بلد اوروبي الاجتماعات لا تتجاوز الساعة السادسة مساءا لتشجيع المرأة على النشاط. *الجانب القانوني و التشريعي لدعم المرأة في هذا المجال. لكن مع تقييم التشريعات السابقة التي غايتها دعم المرأة للوقوف على نقاط الضعف فيها و العمل على تحسينها. اقرأ أيضا: بعد معجزة البقرتيْن وإنزال الأمطار، ضحى الحداد تؤكّد قدرتها على انقاذ تونس بمساعدة سليم الرياحي وشفيق الجراية و بعد هذا التشخيص لمكانة المرأة في المشهد السياسي و الحلول المقترحة أتفاجأ بالاستثمار القذر للإعلام، بإعطاء مساحة للظهور لنكرة تدعى ضحى الحداد و تقدمها على أساس إمرأة أعمال، أقل ما يقال فيها أنها عينة رديئة للمرأة التونسية. حيث تحدثت على "العمايل" و ليس على الأعمال بنشرها الخزعبلات و الوقاحة و التفاهات. و بذلك يكون الاعلام قد استثمر في النفايات و القاذورات لتحويلها إلى أحد المشاهير و هي أصلا لا تصلح للتحويل و مآلها مزبلة التاريخ. و يقوم الإعلام "المكرون" بنسف كل المجهودات لتقديم النسخة الحسنة للمرأة التونسية. أما آن الوقت لإيقاف الاستثمار القذر للإعلام "المكرون" في النفايات و القاذورات؟