تحتفل المرأة التونسية اليوم بعيدها على وقع أزمة شاملة تشهدها البلاد. هذه المرأة التي لم تتغيب قط عن أي موعد سياسي أو اجتماعي في البلاد لم تتحصل منذ الاستقلال على أي منصب سياسي سيادي يخول لها اتخاذ قرارات مصيرية أو البروز بصفة تعكس قدرتها على تقديم الإضافة .اليوم وقد وصلت تونس مرحلة من التأزم تستوجب وقوف جميع أبنائها جنبا إلى جنب دون أي تفريق على أساس الجنس أو الإنتماء لأية جهة سياسية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من جسد دولة نهشتها الأزمة حد العظام. هل آن الأوان لأن تتقلد المرأة التونسية مناصب سيادية في الدولة سيما أن عامل الكفاءة لا ينقصها؟ هذا السؤال طرحته «التونسية» على بعض السياسيات وخرجت بالإجابات التالية: آمنة منصور القروي (الحركة الديمقراطية للإصلاح والبناء) «بالنسبة لي كرئيسة حزب أرى أنه لا قرار للمرأة التونسية طالما أنها غير موجودة في المواقع الرسمية في الدولة.المرأة في الخارج لها مراكز سيادية وناجحة في مناصبها.لأن المرأة بطبعها تحاول التوفيق بين الجميع وتبحث على المصلحة العامة قبل الخاصة . وحاليا سنقوم بتنظيم ندوة حول دور المرأة في السياسة في المرحلة القادمة وسنحاول تشجيع المرأة التونسية على الدخول إلى عالم السياسة . بالنسبة لي في المرحلة الحالية أرى المرأة رئيسة دولة ووزيرة خارجية وأود لو يسندوا وزارة المرأة إلى رجل حتى يفهم أكثر مشاكل المرأة.المرأة التونسية تستحق أن تكون في مواقع سيادية لأنها ذات كفاءة ومواظبة ومتواجدة في كل المناسبات السياسية والاجتماعية. وأقول أن الحكومة الحالية لو اعتمدت نسبة 30 بالمائة من النساء في تركيبتها لنجحت». سعاد عبد الرحيم(كتلة حركة النهضة بالمجلس التأسيسي) «بالنسبة لهذه السنة لا يجب التفريق بين المرأة والرجل في مواقع القرار. في الوضع الحالي الأولوية القصوى هي أمن البلاد والشعب. احتفال هذه السنة هو دعوة للوحدة أكثر منه مناصرة للمرأة التونسية المتواجدة والفاعلة دوما. اليوم لا بد من الدعوة للوحدة لأن المساواة موجودة أصلا في الدستور الذي أرجو أن يصادق عليه». سامية عبو (حزب التيار الديمقراطي) «دائما تسند للمرأة التونسية مناصب لا يمكن للرجل تقلدها.هي محور حديث الكل ولكنهم يتحدّثون عنها فقط. هذا بالإضافة إلى أن المرأة التونسية بعيدة عن الساحة السياسية ومراكز أخذ القرار وحتى في المنابر الإعلامية حضورها ضعيف جدا. لكن المرأة التونسية لا تبذل مجهودا لتفهم وتتقدم في المجال السياسي أو للوصول إلى منصب معين.إذ ليس من السهل أن تكون موجودا في الساحة السياسية ولا بد من توفر مستوى معين وكفاءة . في الوقت الحالي لا أرى نفسي في أي مركز مسؤولية وذلك لأنني أنجع في موقعي الحالي». سلمى بكار (المسار) «المرأة التونسية موجودة داخل كل الهياكل الحزبية وفي حزبي انا فخورة بمستوى تمثيلية المرأة. أول المطاف عندما دخلنا للمجلس التأسيسي كان عندي اقتناع أن دور المرأة في المجلس سيكون فعالا خاصة في ضمان الوحدة الوطنية لكن هناك بعض النائبات لعبن دورا سياسيا قذرا. لا بد للمرأة أن تلعب دورها كقيادية سياسية لأنها قادرة وكفأة ولا بد لها أن تبتكر تصورا جديدا للسياسة ولا تكون مجرد نسخة للرجل. في الحكومات السابقة الديمقراطية لم تكن موجودة ولم تعط لها المناصب التي تستحق وأسندت لها مناصب فيها «حقرة» المرأة قادرة على الاضطلاع بأي منصب سياسي وقادرة كذلك على الإضافة دون التجرد من أنوثتها.»