وات - تعالت من جديد، في ولاية قابس، الأصوات المطالبة بإحداث مركز إفريقي للسلامة المهنية والأمن الصناعي والبيئي، بعد أن انتابت الكثير من المواطنين حالة من الخوف من إمكانية ان تشهد الجهة حادثة مماثلة لتلك التي جدّت بميناء بيروت في لبنان، لا سيما في ظلّ الأنشطة الصناعية والمواد الخطرة التي تشتمل عليها المنطقة الصناعية بقابس والتي يمكن أن يكون لها تأثير خطير على سلامة الأشخاص والمحيط. وكانت شركة التصرّف في القطب الصناعي والتكنولوجي بقابس قد أعدت ملفا متكاملا بشأن هذا المركز في سنة 2016 وتم عرضه في جلسة المقاربة الخاصة بالمخطط الحالي للتنمية إلا انه لم يختم بالموافقة رغم أهميته. وقد جدّدت إدارة القطب الصناعي والتكنولوجي بقابس وكذلك نواب الجهة ومنظماتها الوطنية بعد ذلك، وفي أكثر من مناسبة، طلبهم بإحداث هذا المركز، ولم يتم التفاعل بشكل ايجابي مع هذا الطلب إلى حد اليوم رغم وقوع حوادث عديدة بالمنطقة الصناعية والتي أثارت حالة كبيرة من الهلع في صفوف المواطنين، كان آخرها اندلاع حريق على مستوى السير الذي يرتبط وحدة الإنتاج بوحدة التعليب يوم 29 مارس 2020. وتنطلق أهمية بعث هذا المركز، الذي تحصلت "وات" على نسخة من ملفه، إلى تطور التشريعات الدولية في مجال السلامة المهنية وفي كل ما له صلة بالمحافظة على سلامة الإنسان والبيئة، وإلى عدم وجود هيكل مماثل على المستوى الوطني والإفريقي، وإلى غياب تكوين جامعي مختص في مجال الوقاية من المخاطر الصناعية والبيئية. وترى إدارة شركة التصرف في القطب الصناعي والتكنولوجي بقابس ان هذا المركز سيحقق عند إحداثه الإضافة ليس فقط لولاية قابس بل لتونس وإفريقيا ككل باعتباره سيساعد على تطوير المواصفات والتشريعات المتصلة بالسلامة والأمن الصناعي والبيئي، وعلى القيام بعملية الاختبار والمرافقة الفنية لفائدة الصناعيين في المجال، وعلى انجاز برامج التحسيس لفائدة العموم والمجتمع المدني والجماعات المحلية في كل ما له صلة بهذه المسالة. ويمكن لهذا المركز أن يساهم، حسب ادارة شركة التصرف في القطب الصناعي والتكنولوجي بقابس، في تأمين تكوين في مجال السلامة المهنية والأمن الصناعي والبيئي، وفي تمكين الإطارات العاملة في هذا المجال ومن بينها الحماية المدنية من تطوير مهارات أعوانها ومساعدتهم على الحصول على شهائد الإشهاد، فضلا عن المساهمة في دعم البحوث العلمية والتطوير التكنولوجي المتصل بهذا المجال.