- قال الكاتب الصحفي و المحلل السياسي بولبابه سالم ان بؤس الوضع السياسي في تونس هو نتيجة طبيعية لواقع صنعه مراهقون سياسيون مارسوا الاخصاء ضد بعضهم البعض بفظاعة .. و اضاف في تدوينة فيسبوكية أن الأحزاب السياسية تتربص ببعضها لحسابات فئوية و شخصية و ايديولوجية و تحرض على بعضها مما مهد الطريق للرئيس قيس سعيد ان يمسك بزمام المبادرة .. و تابع انه منذ عشرة اشهر شاهد التونسيون حكومات غير مستقرة و صراعات و مفاوضات عسيرة لا تنتهي حتى تبدأ من جديد .، و حتى من دعم حكومة الرئيس صار ينتقدها اليوم بعد ان وجد نفسه خارج المشهد اثر خيار حكومة التكنوقراط المستقلة التي أعلن عنها هشام المشيشي . و دعا بولبابه سالم جميع الأطراف السياسية الى نقد ذاتي لأنها تسببت في الوضع الحالي معتبرا ان حكومة التكنوقراط لن تعالج مشاكل البلاد و ستكون ضعيفة جدا . و كتب في صفحته على الفيسبوك : "اصبحنا في مشهد سياسي بائس صنعه مراهقون سياسيون مارسوا إخصاء بعضهم البعض بفظاعة ... حكومة التكنوقراط المنتظرة ستكون ضعيفة و غير قادرة على معالجة الملفات الحارقة .. الوزير السياسي هو قائد له برنامج و قادر على المواجهة و المحاججة و التكنوقراط إداري لا يستطيع حلحلة المشاكل المتراكمة (الفوسفاط ،، الكامور ،، إصلاح المؤسسات العمومية و تحديات تعليمات صندوق النقد الدولي مع تشابك توزيع السلطة و التأثير في تونس .. ) . اصبح الرئيس هو اللاعب الرئيسي و يجد جوقة تطبيل مسترابة ،، لكن سلوك الأحزاب و حساباتها الضيقة ساعده على الإمساك بزمام المبادرة امام غياب المحكمة الدستورية ... الأحزاب التي صفقت لحكومة الرئيس صارت ترفض علنا حكومة التكنوقراط لانها وجدت نفسها خارج المشهد ،،، قد تكون المرحلة الحالية رغم خيباتها فرصة لمراجعة سلوك الأحزاب لتتخلص من المراهقة الايديولوجية و الحسابات الفئوية ،،، من المعيب ان يتابع التونسيون 10 اشهر مفاوضات و ضرب تحت الحزام و مكائد و حكومة غير مستقرة ،، و كأنهم مهّدوا الطريق لهذا الوضع ... فرق كبير بين السياسة و السياسوية ، و على الجميع نقد ممارساتهم"