مهدي الزغديدي مع العودة القوية لانتشار وباء كورونا، والحديث عن موجة ثانية لهذا الوباء، عاد الحديث عن أهمية التجارة الإلكترونية واستفادتها من هذه الجائحة. فقد حقَّقت التجارة الإلكترونية مكاسب عديدة في ظل وباء كورونا، إذ أصبحت ملجأ الجميع مع الموجة الأولى من الوباء التي ألزمت نحو مليار شخص حول العالم بالبقاء في منازلهم، فضلاً عن تسببه في انهيار البورصات ووضع الشركات الصعب، سيكون المستفيد الأكبر منها - كما يبدو - بعض شركات قطاع التكنولوجيا والإنترنت. فقد سجَّلت المواقع الكبرى للتسوق الإلكتروني زيادة في الطلبات، بينما انتقل المستهلكون في ظل الحجر الصحي إلى شراء المواد الضرورية عبر الإنترنت، وشهدت البورصات العالمية تراجع أسهم عدة شركات، إلا أن شركات التجارة الإلكترونية عرفت العكس تماما، فقد انتعشت أسهم أمازون بعد الموجة الأولة بأكثر 23%، كما ظهر جليا الأثر الإيجابي لهذه الجائحة على عملاق التجارة الإلكترونية في إفريقا جوميا في بورصة نيويورك حيث شهدت أسهمها انتعاشة قياسية منذ مارس. فقبل ظهور كورونا، كانت التقديرات تشير إلى نمو حركة التجارة الإلكترونية بنسبة 25 في المئة سنوياً في إفريقيا، وسط توقعات بأن يصل الإنفاق العالمي على التجارة الإلكترونية إلى نحو 3.5 تريليون دولار في نهاية 2020، أي بارتفاع 18 في المئة عن الأرقام المحققة خلال العام 2019. وتشير التقديرات إلى أنَّ حجم التجارة الإلكترونية سيصل إلى 28.5 مليار دولار بحلول العام 2022، لتدخل التجارة الإلكترونية فترة محورية في إفريقيا، وتشكّل فرصة مهمّة للمستهلكين وجوميا وبقية شركات التجارة الإلكترونية. لكن ربما يشكل انتشار فيروس كورونا ومحاولات السيطرة عليه نقطة تحول فاصلة في تاريخ التجارة الإلكترونية، وخصوصاً مع اتجاه عدد كبير من المستهلكين إلى مواقع التجارة الإلكترونية، سواء في إفريقيا أو على مستوى العالم، وهو ما يدفع إلى توقعات بانتعاش مبيعات مواقع التجارة الإلكترونية خلال الفترة المقبلة.