كتبه/ توفيق زعفوري... تابعت منذ يومين نشاط السيد وليد الزيدي وزير الثقافة، الذي بدأه بالتفاؤل و الغناء لدى إستقبال مجموعة من الأطفال و غنى لهم إحدى أغاني لطفي بوشناق ثم إلتقى تباعا أهل الفن و الثقافة بدء بفيصل بالزين، منى نورالدين، محمد رجاء فرحات أمينة فاخت و صلاح مصباح، بدأ الرجل في لقاءاته من أجل تصور مشهد ثقافي مغاير و مختلف، من أجل تحريك المياه الراكدة و إضفاء طابع جمالي أكثر إشعاعا و شمولية، كان هذا أسلوب وزير الثقافة الفرنسي الأسبق فريدريك ميتيران 2009 الذي كان إضافة إلى كونه وزيرا، ممثلا و كاتب سيناريو و مقدم تلفزيوني، و كاتب و مخرج و منتج، و هو مواطن من أصل تونسي للعلم!! كان يجمع بين كل هذه المهارات من أجل الثقافة و الإنسانية.. في تونس بدأت حملات التشكيك و وضع العصي في الدواليب حتى قبل توزيره، الرجل أحس بالدونية رغم سعة ثقافته، فآثر الإنسحاب صونا لكرامته و مكانته بين طلبته و معارفه، حملات التشكيك، هي توابل لازمة و ضرورية لكل من أراد أن يخدم بلده من موقعه مهما كانت كفاءتك، فأنت لابد أن تنال نصيبا وافرا من التشويش و التشويه و العراقيل ما ظهر منها و بطن، حملات يقف وراءها الفاشلون، الفاشيون الذين لا همّ لهم غير إرضاء غرورهم العنصري و حقدهم الأعمى، الرجل لم يدخل الوزارة بعد، فأنهالت عليه السهام من كل جانب فقط لانه ضرير لا غير، لم يكن هناك من سبب آخر غير هذا، و هو كاف في نظرهم لتحجيم دور الرجل و تبخيسه علميا و التنمّر عليه، هذا ما يتقنه الفاشلون ممن يقفون على الربوة دون فعل أي شيء.. ننتظر أولى خطوات الوزارة و الوزير حتى تبدأ من جديد نفس الجحافل تنظاف إليهم غربان في تقزيم قدراته و الحط من قيمة برنامجه و الحكم عليه مسبقا و ينتهون إلى حملة أخرى بعد بضعة أشهر عنوانها تحوير وزاري يبدأ السيد وليد الزيدي على رأس المغادرين للأسباب التي نعرفها جميعا للأسف.. لا يمكن لوزير الثقافة أو أي وزير آخر أو أي شخص أن يحل جميع إشكالات الثقافة و أن يرتفع بالنشاط الثقافي إلى أعلى المراتب دون أن تجد من لا يعجبه العجب، و حتى إن نجحت في كل شيء و فشلت في أمر صغير فإنهم ينسون نجاحاتك و يتذكرون فقط أولى هفواتك، لهؤلاء نقول للسيد وزير الثقافة أن " يرحمهم و لا يؤمن بهم"...