- اعتبر المحلل السياسي بولبابه سالم ان التراشق السياسي الذي تعيشه حركة النهضة حاليا و بيان المائة قيادي التي تطالب الاستاذ راشد الغنوشي بالاعلان صراحة عن تنحيه قبل المؤتمر القادم واحترام القانون الداخلي الذي يمنع ترشحه لولاية جديدة رافقته رسالة غير رسمية تحمل ردا من الغنوشي و المقربين منه ... و اضاف بولبابه سالم في تدوينة على صفحته في الفيسبوك ان خروج المعركة الى الاعلام و قبل المؤتمر يشير الى احتدام الصراع و ان الشق الغاضب و الطامح الى التغيير الذي يقوده عبد اللطيف المكي و سمير ديلو و قبلهم عبد الحميد الجلاصي قبل استقالته يعتبرون ان الحزب مؤسسة ديمقراطية و على رئيس الحركة احترام القانون .. لكن الغنوشي يجيد المناورة و سياسي محنك و له مؤيدوه للبقاء و هناك متسلقين جدد في النهضة انضموا لها عند تواجدها في السلطة و استفادوا من مزاياها و هؤلاء يدعمون شيخ النهضة ... و كتب بولبابه سالم في صفحته على الفيسبوك: "النهضة بعد المؤتمر 11 لن تكون كما قبله ،، عريضة من اسماء وازنة تطالب الغنوشي باعلان تنحيه و احترام القانون الداخلي و رسالة مسربة رافضة (تبقى غير رسمية و لا تعتمد مصدرا ) .. وقع تأجيل الصراع اكثر من مرة لاعتبارات عديدة لكن اليوم تغيرت الأوضاع و بات الحسم مطلوبا . نلاحظ حملات متبادلة و تراشق سياسي و هذا طبيعي داخل الكيانات الحزبية لأنها التقاء لرؤى و افكار و الأحزاب الكبرى في كل العالم فيها تيارات ،،، و يوجد نهضويون يشيطنون كل محاولات نقدية و يدّعون الطهورية السياسية و الروحية رغم انهم ليسوا افضل من صحابة الرسول الذين اقتتلوا من أجل السلطة ، فالنهضة هي الحزب الاكبر و من الطبيعي ان تكون موضوع نقاش ، فالناس لا تبالي كثيرا بالأحزاب الصغيرة. القرار بيد الغنوشي الذي يجد دعما من قياديين مقربين و من وجوه جديدة من الانتهازيين ارتمت داخل النهضة باعتبارها حزبا في السلطة منذ الثورة و هؤلاء اصبحوا اكثر تأثيرا من بعض القيادات القديمة الراغبة في التغيير (المكي ، الجلاصي ، ديلو ،،) و لاننسى نص استقالة الجلاصي و الانتقادات القوية التي وجهها عبد اللطيف المكي للغنوشي . رغم ان المؤتمر سيد نفسه لكن الغنوشي المعروف بقدرته على المناورة و الذكاء السياسي لم يحسم أمره نهائيا و قال عنه الجلاصي و عن غيره من معارضي بورقيبة انهم أصبحوا بورقيبيين في احزابهم . السلطة مغرية و من يملك المال يملك التأثير و يقدر على الترويض ،،، لكن ما يحدث داخل النهضة يسقط مقولة القطيع الذي يسير خلف الشيخ لأن الحراك و السجال الحالي لا يحدث إلا لدى الأحزاب التي فيها ديمقراطية داخلية لكن لا احد يتمنى استنساخ ما حدث مع الطبوبي . عندما يعلق كرونيكور على ما يحدث داخل النهضة و ينحاز الى موقف فهذا حقه ،، لكن الغريب ان ترى اعلاميين يتناولون الأمر دون حياد و يتخذون موقفا عدائيا من شيخ النهضة في صراع حزبي داخلي و كأنهم طرف في هذا الصراع . هناك كواليس و معركة مستعرة تدور حاليا و خروجها الى الإعلام قبل المؤتمر يجعلنا ننتظر مفاجآت و للحديث بقية .."