الأناضول - علاء حمّودي - يرافق الاحتفال بهذا العيد زيارة مقبرة "بورجل" شمالي العاصمة التونسية، بحضور عشرات الراهبات والرهبان، وسط باقات الورود والشموع والبخور. احتفل مسيحيو تونس بعيد "جميع القديسين وتذكار الموتى" الكنسي، والذي يصادف الاحتفال به مطلع نوفمبر من كل عام. وعادة ما تحتفل بعيد "جميع القديسين" الكنائس الغربية، إذ حدد هذا العيد لتذكار القديسين غير المعروفين، الذين لم يُقمْ لهم تذكار خاص بهم، ما دفع البابا بونيفاسيوس الرابع بطريرك الكاثوليك بروما (608- 615) لإقامة تذكارٍ شاملٍ يجمعهم في هذا اليوم. ويرافق الاحتفال بهذا العيد زيارة مقبرة "بورجل" شمالي العاصمة التونسية، بحضور عشرات المسيحيين والراهبات والرهبان، وسط باقات الورود والشموع والبخور. "الأناضول" تابعت احتفالات المسيحيين في تونس بعيد "جميع القديسين وتذكار الموتى"، والذي فرضت الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي فيروس كورونا، أن يكون الاحتفال به فرديا وليس جماعيا. *احتفال بلا مظاهر القدوم لمقبرة المسيحيين ب"بورجل" شمال العاصمة التّونسية هذا العام كان بشكل فردي في غياب الرّاهبات والرّهبان المسيحيين الذين تعودوا تأدية شكرهم وصلاتهم مجتمعين، بعد نثر الورود على القبور وإضاءة الشّموع والدّعاء لموتاهم. وفي تصريح للأناضول، يقول التونسي المسيحي نيكولا سكاربيتا: "ولدت بتونس ولدي أصوال إيطالية. أنا اليوم هنا من أجل إحياء ذكرى والدي في عيد كل القديسين". فيما تقطع البولندية كارلا (40 عاما) الطريق إلى المقبرة حاملة باقتي ورود بيضاء وبنفسيجية، للاحتفال بعيد "جميع القديسين" وإحياء ذكرى وفاة والديها المتوفيين عامي 2018 و2020 بتونس. وتقول كارلا للأناضول: "هذه مناسبة خاصة جدًا لنا، نحن من عاش ودُفن أقاربه هنا في تونس (..) عندما أقطع البحر الأبيض المتوسط وآتي إلى تونس أشعر أنني قريبة إلى والدي واسترجع ذكريات الطفولة الجميلة". *آيات قرآنية على مقابر مسيحية بات من غير المستغرب أن تجد آيات قرآنية وشواهد قبورٍ إسلامية داخل المقبرة المسيحية في "بورجل"، إضافة إلى قبور حملت شواهد بلغات عديدة بينها الإيطالية والفرنسية والمالطية والألمانية والصينية واليابانية. وعن فرادة موقعها، يقول محمد علي رجب محافظ المقبرة المسيحية ب"بورجل" للأناضول، إنها تأسست عام 1927 ويُدفن فيها ودُون سواها جميع المسيحيين المقيمين بتونس ونُقلت إليها رُفات المدفونين بالمقبرة القديمة التي كانت تبعد عنها نحو 2 كيلو متر. وتابع: "مساحة المقبرة 9 هكتارات ودُفن فيها حواليْ 12 ألف شخص، ويزورها المسيحيون بمختلف طوائفهم. لكن هذا الظرف الاستثنائي الذي فرضته جائحة كورونا، جعل الاحتفال بالعيد هذا العام دون حشود". وبدورها زارت رئيسة بلدية تونس العاصمة سعاد عبد الرّحيم، المقبرة للتواصل مع الزوار المسيحيين، قائلة للأناضول: "قمنا بدورنا في تهذيب وتنظيف المقبرة وتعاوننا هذا يعكس التسامح والتعايش الذي تعرف به تونس". ولا يوجد إحصاء رسمي لتعداد المسيحيين في تونس، غير أن تقديرات كنسية غير رسمية تقول إن عددهم يبلغ نحو 35 ألفا، أغلبهم من الطائفة الكاثوليكية التابعة لكنيسة الفاتيكان، من إجمالي نحو 13 مليون نسمة.