هذه الأيام وزير الدفاع عن المحتل.. شعلان.. خصومة علنية مع شخص آخر صدرت في حقه بطاقة جلب ويدعى الجلبي. الأول يهدد بالقبض على الثاني المحتمي بعباءة السيستاني والثاني يتهم الأول بتهريب ثلاثة مائة مليار من خزينة الدولة.. الشعلان هدّد بالقبض على الجلبي.. ولكن بعد العيد.. وحتى لا تفهموا ان الرجل يرزح تحت عبء المشاعر الإنسانية لأنه أمهل الجلبي فرصة قضاء العيد بين أهله لأن كل ما في الأمر هو أن الشعلان جرّب طلقة في الهواء آملا في إعطاءالجلبي فرصة الهروب من العراق وإن فعل فهو يصيب عصفورين بحجر.. حيث يتجنّب تداعيات القبض عليه وردود أفعال أنصاره وثانيها التخلص من منافس تقوّى بالسيستاني في ما يسمّى بالانتخابات القادمة.. غير أن الجلبي لم يخف ولم يرتبك بل واصل تحدّي الشعلان.. فجأة خرج العلاوي المؤقت ليقول أن ما صدر من وزير الدفاع تجاه الجلبي لا يُلزم الحكومة.. تنصّل من ذراعه الأيمن.. لعبة مكشوفة وسخيفة.. فالشعلان لم يتصاعد منه الدخان إلا بأمر من العلاوي نفسه.. فالجلبي والعلاوي جمعهما الولاء للمحتل وفرقهما الولاء للمحتل.. فالتنافس بينهما على رضا الادارة الأمريكية قديم. العلاوي هو رجل البنتاغون والجلبي هو رجل الخارجية.. وها هما من جديد يتنافسان على السلطة بطرق «ديمقراطية على الطريقة الأمريكية».. أخلاق شوارعية في انتظار حرب الشوارع.. في الأثناء يجوع الشعب العراقي ويعرى ويتمزق وهو موعود بصناديق الموتى لا صناديق الاقتراع.. جمال كرماوي