الطاهر العبيدي يا أيها الناس، يا كلّ الناس، نحن شباب القدس وشعب فلسطين. يأتينا الرغيف مسموما، ويأتينا الماء مسموما، ويأتينا الحلم محموما، ويأتينا الفرح مبتورا، ويأتينا الموت مجنونا، ويأتينا الدعم السياسي العربي الرسمي متخاذلا منحنيا ذليلا.. ومع ذلك سنظل هنا باقون، في الماء والمطر والكلأ باقون، في الزعتر والزيتون نحن باقون، في المدارس المحطمة في الشوارع والجسور المهدمة نحن باقون، في الأرض في التربة في حبات الرمل نحن باقون، في المدن في الأرياف في الجبال نحن باقون، في الذاكرة والمقدسات نحن باقون، في شجر الصنوبر والليمون نحن باقون، في هضاب الإكليل وشجر اللوز نحن باقون، في الحقول في المزارع في نبتة البقدونس والنعناع نحن باقون، في المواويل والدبكة نحن باقون، في كتب الجغرافيا والتاريخ واللغة نخن باقون، في الرسم في النثر في الشعر نحن باقون، في العشب في القمح والسنابل نحن باقون، في المعابر في المسالك في الثنايا نحن باقون، في حجارة وستائر وحمائم القدس نحن باقون، وبكل شبر من بلدنا فلسطين نحن متمسكون.. ولشعب الجبّارين نحن منتمون