وات - ضبطت قرية الأطفال " س و س محرس" في اجتماع عقدته اليوم الأحد بمدينة صفاقس سلسلة من الأنشطة والمشاريع الطموحة لفائدة منظوريها بعنوان السداسي الثاني من السنة الجارية وحذرت بذات المناسبة من "تنامي التهديدات ضد الأطفال والاتجار بهم في تونس". ومن أبرز الأنشطة المبرمجة للفترة القادمة إحداث راديو لفائدة أطفال القرية وتكوين سفراء القرية بالمدارس والمعاهد والجامعات بما يضمن التواصل والإدماج بين أطفال قرى س و س وباقي الأطفال في مختلف المواقع. وتشتمل لائحة الأنشطة المبرمجة كذلك الإعداد للعودة المدرسية للأطفال والتحضير للمواد والأدوات المدرسية للأطفال التي تحتاج لحوالي 150 ألف دينار، وتنظيم الدورة الثانية للحملة التضامنية "قلبك هو أكبر قلب" والذي تتطلع القرية من خلاله إلى رفع عدد الأطفال المشمولين بخدماتها إلى 600 طفل وذلك على اعتبار أن عددا كبيرا من الأطفال المهددين موجودون على قائمة الانتظار للالتحاق بالقرية. وتقدر ميزانية قرية "س و س محرس" لسنة 2021 بمليون و632 ألف دينار ويستفيد من خدماتها 504 طفل من بينهم 381 يستفيدون من خدمات برنامج دعم الأسر والوقاية من الإهمال، كما تمت إعادة 21 طفلا إلى إطاره العائلي الطبيعي. واستعرض الاجتماع مختلف الأنشطة التي أنجزتها القرية في الفترة الأخيرة من بينها تنظيم حملات تضامنية لدعم الموارد قامت بها لجنة الدعم، وورشات تأطيرية وتكوينية وترفيهية لفائدة الأطفال، فضلا عن جملة من الاتفاقيات والشراكات الرامية إلى توسيع دائرة الداعمين للقرية والأطفال من النسيج المؤسساتي والجمعياتي. كما تميزت الفترة الماضية بانتهاء اشغال ملعبي كرة قدم مصغرة لفائدة أطفال القرية والحصول على حافلة في شكل هبة من سفارة اليابانبتونس والتكفل بنقل طفل من سيراليون كانت القرية تكفلت برعايته بعد أن نجا من حادثة غرق مركب هجرة غير نظامية، وإنتاج أغنية "نحب نعيش" لفائدة كورال أطفال القرية. وقال مدير قرية "س و س محرس"، أشرف السعيدي، أنه بالتوازي مع هذه الأنشطة الرامية إلى حشد الدعم لفائدة أطفال القرية وتوفير مستلزمات رعايتهم وتمكين أكبر عدد من الأطفال المهددين من خدمات هذه المنشأة التربوية والاجتماعية، تعمل القرية على مناصرة حقوق الأطفال والعمل في شراكة مع المجتمع المدني في الغرض، منبها من تفاقم ظواهر التسول وتشغيل الأطفال في جهة صفاقس. وأفاد، في هذا الصدد، أن الأرقام تشير إلى تسجيل 270 اشعار مؤكد حول وضعيات إهمال وتشرد في صفاقس، و 150 حالة استغلال اقتصادي للأطفال و91 حالة عجز أبوي عن الرعاية، و380 تقصير بيّن في الرعاية، مضيفا أنه يوجد في تونس 170 ألف طفل في سوق الشغل وهو ما يمثل 10 بالمائة من أطفال بلادنا. وشدد رئيس لجنة دعم قرية "س و س محرس" محمد مقديش، من جهته، على مسؤولية هياكل الطفولة وفي مقدمتها مندوب حماية الطفولة في معالجة هذا الوضع الخطير، مشيرا إلى وجود برنامج شراكة بين القرية ورابطة حقوق الإنسان في الغرض. واعتبر المدير الوطني لقرى "س و س"، فتحي معاوي، من جانبه، أن التدخلات العاجلة مطلوبة خصوصا في ظل وضعيات الاطفال ضحايا الفقر والتهميش الصعبة في مختلف ولايات الجمهورية، مثمنا الدور الإيجابي للجنة الدعم في قرية الأطفال س و س ومعاضدتها لجهود الجمعية التونسية لقرى س و س. من ناحيته، اعتبر الفنان هشام رستم، الذي تم تكريمه بالمناسبة من قبل القرية نظرا لدعمه الأطفال من الناحية الثقافية والفنية بالأساس، أن الأطفال يحتاجون إلى مقاربة رعاية تراهن على الثقافة والفكر والحق في العائلة بما يحقق الانتعاشة والنجاح للأطفال ويضمن في ذات الوقت عبر الصناعة الثقافية موارد مالية للقرى والأطفال وحاجياتهم المختلفة المعيشية والتربوية والاجتماعية. وأعلن رستم عن إحداث أوركسترا سنفونية لأطفال قرية س و س محرس، معتبرا أن الموسيقى هي لغة تواصل عالمية وحب وسلم وتضامن وثقافة. ودعت عضو لجنة دعم أطفال "قرية س و س محرس"، محاسن كسكاس، إلى ضرورة القيام بمجهود خاص في تأطير منظوري القرية في فترة الشباب، وبعد تخطي مرحلة الطفولة، بما من شأنه أن يضمن الإندماج الاجتماعي والمهني الناجح لهم ويضفي بالتالي النجاعة المطلوبة. كما شددت عضو اللجنة، ناهد تقتق، على ضرورة الاشتغال على مشاريع ثقافية وفنية ومدنية مختلفة صلب قرى س و س وجعل أطفال هذه المنشآت يحملون مشاريع من هذا النوع في وجدانهم وأفكارهم وشخصياتهم التي يجب أن تكون أكثر توازنا. واقترحت عضو اللجنة، القاضية رحمة الجلولي، ادراج فكرة التمييز الإيجابي في نص قانوني يخول لابناء القرى باعتبارهم فئة ذات خصوصية الأحقية في الشغل بمؤسسات الدولة والمرفق العمومي على أن يقع الضغط على الهياكل العمومية والسلطة التشريعية لتجسيم هذا المطمح.
