وات - إحياء لليوم العالمي للمتبرعين بالدم، نظّمت جمعية "رحمة" للإحاطة بمرضى الدم بالجنوبالتونسي بالشراكة مع مركز نقل الدم بصفاقس، حملة تبرع بالدم وأياما تحسيسية للتعريف بأنشطة الجمعية بداية من اليوم الاثنين وعلى مدى 3 أيام متتالية، وذلك داخل مجموعة من الخيام تم نصبها قبالة المسرح البلدي بمدينة صفاقس. وانطلق فريق يتكوّن من أطباء وممرضين متطوّعين ونشطاء مجتمع مدني في استقبال المواطنين المتبرعين، وسحب كميات من الدم بعد إجراء الفحوصات اللازمة عليهم، منذ الساعة التاسعة صباحا لتتواصل العملية إلى غاية الساعة الرابعة عصرا، على أن تعاد الكرّة على امتداد 3 أيام متتالية، يأمل المنظمون في ختامها بلوغ 300 عملية تبرع من شأنها أن تساهم في تغطية النقص الحاصل في احتياطي الدم بالجهة. وأكدت المسؤولة على المركز الجهوي لنقل الدم بصفاقس، الدكتورة هالة المنيف، في تصريح ل"وات"، على أهمية تنظيم هذه الحملة بالنظر إلى السياق الذي تقام فيه، حيث تأتي بعد شهر رمضان الذي تنخفض فيه التبرعات بالدم بشكل لافت، وعلى أبواب فصل الصيف الذي يعرف بدوره تراجعا في عملية التبرع، فضلا عن تداعيات جائحة "كورونا" التي نتج عنها تذبذب كبير في التبرع منذ مارس 2020 أي مع بداية ظهور الوباء. ووجّهت الدكتورة المنيف نداء للمواطنين الذين يتمتعون بصحة جيدة إلى الالتحاق بخيمات التبرع والمساهمة من خلال هذا العمل الإنساني النبيل في تحقيق الأهداف المأمولة من الحملة، والتخفيف من الضغط الذي يعيشه مركز نقل الدم بشكل مستمر بسبب الطلبات الكبيرة من مختلف الأقسام الطبية العمومية والخاصة. من جهتها، بيّنت رئيسة جمعية "رحمة" للإحاطة بمرضى الدم بالجنوبالتونسي ورئيسة قسم أمراض الدم بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر، الدكتورة سندس الحديجي المسدي، الحاجيات الكبيرة من منتجات الدم التي يحتاجها هذا القسم الذي يغطي كامل ولايات الجنوبالتونسي والذي ُيعالج فيه المرضى، فضلا عن الأدوية العادية والكيمياوية بمنتجات الدم (الكريات الحمر والصفائح). وتسعى الجمعية منذ إحداثها في سنة 2009 إلى توفير عناية مادية، واجتماعية، ونفسية لمرضى سرطان الدم بقسم أمراض الدم بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس، ولا سيما الأطفال المصابين بهذا السرطان كأول سرطان يصيب الأطفال ويتطلب فترات علاج وإقامة مطولة بالمستشفى ينقطع فيها الطفل عن عائلته ومحيطه الاجتماعي الأصلي. وتشير الإحصائيات إلى أن قسم أمراض الدم بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر يسجل سنويا بين 30 إلى 40 مصابا بهذا السرطان، يشفى بين 70 إلى 80 بالمائة منهم، بحسب الدكتورة سندس الحديجي المسدي التي أثنت على الجهود التي يبذلها الإطار الطبي وشبه الطبي لبلوغ نسب شفاء مرتفعة وتحقيق ظروف علاج طيبة. يذكر أنه يوجد 3 مراكز كبرى لمعالجة سرطان الدم في تونس هي على التوالي مركز بمستشفى عزيزة عثمانة بالعاصمة ويغطي ولايات الشمال، ومركز بمستشفى فرحات حشاد بسوسة ويغطي ولايات الوسط، ومركز مستشفى الهادي شاكر ويغطي ولايات الجنوب. وتتزامن ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للمتبرعين هذه السنة بانطلاق تفعيل تطبيقة فيسبوك للرفع من عدد المتبرعين بالدم وذلك بالإطلاع على فرص التبرع، ومراكز التبرع الأقرب جغرافيا، من خلال إشعارات يتلقاها المستخدمون على ملفاتهم الشخصية بعد الانخراط في هذه الخدمة انطلاقا من هواتفهم أو حواسيبهم. يذكر أن أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 دولة (على غرار جنوب إفريقيا، ومصر، والسنغال، وساحل العاج، وكينيا، والنيجر، وزيمبابوي، ورواندا، وتشاد، وناميبيا، ومالي، وغينيا، وتنزانيا) سجلوا رغبتهم في تلقي إشعارات هذه التطبيقة التي تطلعهم عن مراكز التبرع القريبة منهم، وقد دخلت تونس هذه السنة في استغلال هذه التطبيقة على إثر شراكة بين مؤسسة فيسبوك، ووزارة الصحة، والمركز الوطني لنقل الدم، وفق بلاغ صحفي صدر في الغرض اليوم.