نصرالدّين السويلمي بعد اجتماعات ماراثونيّة على مستوى أهل الاختصاص والبنوك العملاقة ورجال المال والاقتصاد، انتهت دول الاتحاد الأوروبي إلى قرار التخلّي التدريجي عن ورقة 500 يورو، وطالبت شعوب الاتحاد بمواصلة التعامل بالورقة كما العادة، ورسم الاتحاد خطّة لتخفيف طباعة الورقة النقديّة الأكبر، ثمّ أعطى البنك المركزي الأوروبي أوامره بالتوقّف عن طباعة الورقة المعنيّة بينما يتواصل تداولها في كامل أرجاء أوروبا دون أن تطبعها البنوك، ومن أجل التخلّص من ورقة نقديّة تطلّب الأمر عشرات الاجتماعات ومشاورات مطوّلة، بل أنّ فكرة التخلّي عن الورقة النقديّة الأكبر في عملة الاتحاد ظهرت سنة 2012 وفي 2016 أعلن البنك المركزي أنّه سيتخلّى عن طباعة الورقة أواخر 2018، ثمّ استقرّ الأمر على تخلّي 17 بنك عن طباعة الورقة في جانفي 2019 مع مواصلة بنكيّ ألمانيا والنمسا الطباعة حتى موفى أفريل من نفس السنة. وإلى اليوم ما زالت أوروبا لا تملك رؤية واضحة عن كيفيّة تجفيف السوق من هذه الأوراق، ليس لأنّ أوروبا لا تستطيع تنفيذ ذلك بل لأنّها لا تتعامل مع الاقتصاد ومصالح الشعوب بلعبة الأزرار، وإنّما بالدراسة والحكمة والمشاورات المتأنّية والصبر الطويل. لماذا كلّ هذا النّص؟ ما دخلنا بورقة نقد أوروبيّة من صنف 500 يورو؟! تلك مقاربة تقدّم فكرة عن سلوك الدول ليس مع العملة ككلّ بل وفقط مع ورقة نقديّة واحدة! ورقة يتيمة احتاجت إلى تلك الدراسة وذاك الكمّ من الخبراء وسبع سنوات كاملة لتتوقّف البنوك عن طباعتها.. في المقابل خرج علينا رضا شهاب المكي، شهر رضا لينين، بتدوينة تدعو إلى التخلّي عن العملة التونسيّة واستبدالها بعملة جديدة متحرّرة من اليورو والدولار!!! ورضا هذا ليست له خبرة عقود في البنوك الدوليّة ولا في البنك المركزي ولا في بنك الفلّاحين ولا هو درس الاقتصاد ودرّسه، فقط يملك الرّجل بعض النّظريّات الستيناتيّة الغير محيّنة، قام بتأليفها على العام 2021، وطرحها في السوق، وكما طرح تقويض عملة لصالح أخرى اقترح أيضا تقويض نظام الحكم من أساسه واستبداله بتجربة جديدة تمّ تجريبها فقط في ليبيا. سحب ورقة من سوق العمل احتاج إلى سنوات من المشاورات بين خبراء المال والاقتصاد ودخلت على الخطّ فرق الأمن الجنائي الأوروبي لتعزّز موقف القائلين بسحب الورقة وتثبت مخاطر استغلالها في التهريب والتبييض.. فيما سحب عملة بلاد وسحب نظام حكم كامل لا يحتاج غير تدوينة من رضا لينين ...