وات - مع تهاطل أمطار " غسالة النّوادر" بولاية منوبة ، كشفت المياه عورات البنية التحتية الغارقة في الأتربة والفضلات وعرّت عورات مناطق سكنية، ونقائص مزمنة لم تلقى طريقها الى الحل. وعاش متساكنو عدد من الأحياء سيناريو تسرب المياه إلى منازلهم وغرق غرفهم وأسرّتهم في الأوحال من جديد، وانتابتهم مشاعر الخوف من تسرب الكهرباء إلى الماء وما قد ينجر عن مآسي ومحاصرة المياه لهم. وقد تسربت المياه إلى 12 منزلا مما تطلب تدخل أعوان الحماية المدنية للشفط ومساعدة المتساكنين على التخلص من المياه، كما علقت 22 سيارة داخل المياه بالطرقات دون تسجيل أضرار بشرية وفق معطيات الادارة الجهوية للحماية المدنية. كما شملت بقية الأضرار سقوط بعض الأسوار منها السور الخارجي للمدرسة الابتدائية سيدي علي الحطاب التي تسربت المياه إلى قاعاتها وساحتها وهدمت جدران سورها الخارجي الذي تسبب بدوره في هدم عمود كهربائي وسيارة كانت رابضة أمام منزل صاحبها وجرفتها سيول المياه القوية. ولم تسلم أيضا بعض المقرات من سيول المياه القوية إذ عمت فضاء زاوية سيدي علي الحطاب، ومدخل مركز الرعاية الصحية الأساسية، فضلا عن عدد من مآوي العمارات بوسط منوبة ، كما أعاقت الحركة المرورية ببعض الطرقات نتيجة ارتفاع مستوى المياه ليلا. وعانت أغلب المناطق، من مشكل عدة على غرار انسداد بلوعات الصرف الصحي ومياه الأمطار بالأتربة والأوساخ ، وعدم تعهد عديد البلديات بتنظيفها في الوقت المناسب، فضلا عن تسبب البناء الفوضوي بمناطق منخفضة أو قريبة من الاودية في انسداد مجاري الأتربة وفواضل البناء، وهو امر اعتبره المدير الجهوي للحماية المدنية بمنوبة حسان الاينوبلي الاشكال المزمن، الذي يتكرر مع كل نزول امطار، ويقف وراء تسرب المياه الى المنازل او فيضات الاودية بالاحياء السكنية. ففي حي النسيم بطبلتش من معتمدية المرناقية استفاق الاهالي على بداية فيضان وادي شافرو بالاراضي الفلاحية المجاورة وجزء من الحي، وسط مخاوف شديدة مع توسع رقعته داخل الحي والمنازل وعيش نفس سيناريو خريف 2018 ، والسنوات الماضية . ففي الوقت الذي حلموا فيه بالتهيئة والتهذيب والتنوير العمومي وتسوية الوضع العقاري بالحي، اصبح همهم الوحيد مع كل امطار، الحماية من الفيضانات التي تجتاح منازلهم ومزارعهم بمنطقة طبلتش وبوحنش، دون تعويض او دعم . يؤكد المواطن عبد اللطيف بلحاج عمر في الاطار، انهم طالبوا بلدية البساتين الفجة، بحماية الحي من خطر فيضان شافروا بحواجز ترابية، لكن لا حياة لمن تنادي، وان الوضع يتطلب تركيزها بالتنسيق مع مصالح المندوبية الجهوية للفلاحة، هذا مع تعهد الحي بالتهيئة . وفي " غسالة النوادر " تكشف عورات البنية التحتية المزمنة في ولاية منوبة وتجدد معاناة المواطنين بها عاش متساكنوا نهج جالطة وشارع خالد بن الوليد، نفس الاشكاليات بتسرب المياه على عدد من المساكن وقضاء المواطنين ساعات في العراء يواجهون سيول المياه والاوساخ والاتربة . وحمل عدد منهم المسؤولية الى بلدية المكان والديوان الوطني للتطهير، مؤكدين عدم ايجاد الحلول لتدارك النقائص في مشروع تهيئة الانهج التي تم التنبيه لها منذ سنوات، فضلا عن تكدس الفضلات بمجرى الوادي والتي اعاقت السيلان وساهمت في تسرب المياه الى المنازل. هذا وقد عاين اعضاء اللجنة الجهويّة لمجابهة الكوارث وتنظيم النّجدة، باشراف والي الجهة وضعية المناطق الزرقاء ،ومتابعة تدخلات شفط المياه من المنازل والطرقات. وتم الى جانب عمليات ازاحة الاتربة من الطرقات، تدخل آليات المندوبية الجهوية للفلاحة على مستوى وادي شافرو لحماية الحي المجاور من تسرب المياه . وتاتي هذه التدخلات المؤقتة ، وسط دعوات الى تدخل جذري بإيقاف نزيف البناء الفوضوي ووضع حد لسلوكات إلقاء الفضلات وفواضل البناء بمنشآت شبكة تصريف مياه الأمطار من العوامل، التي أسهمت في الحد من قدرة استيعابها والتحكم فيها، وضبط اليات لاحترام أمثلة التهيئة العمرانية.