وات - طالبت بلدية قرمدة من ولاية صفاقس، في مكتوب وجّهته لرئيسي الجمهورية والحكومة ووزيري الداخلية والبيئة ب"إيجاد حلّ لمشكل تراكم الفضلات بالمنطقة البلدية" في ظل تواصل أزمة تجميع النفايات في الجهة بعد غلق المصب المراقب بالقنة بعقارب ورفض أهالي هذه المعتمدية ومعتمديتي منزل شاكر والمحرس لمقترحات مصبات جهوية في الفترة الماضية. ووصفت رئيسة بلدية قرم دة، آمنة بوعزيز كريشان، في تصريح أدلت به اليوم السبت ل(وات)، الوضع بالكارثي جراء انتشار أعداد مهولة من المصبات العشوائية داخل مناطق العمران، مبينة أن منطقة قرمدة تنتج يوميا 40 طنا من الفضلات وتقدر الكميات المتراكمة فيها بسبب تواصل الوضع البيئي الحرج وغير المسبوق بآلاف الأطنان من النفايات غير المرفوعة. ... ولفتت إلى "الخطر الداهم على الصحة العامة للمواطنين بالنظر إلى ما ينتج عن هذه المصبات العشوائية من روائح كريهة وحشرات وديدان اجتاحت المؤسسات، والمغازات، والدخان بعد الحرق الذي يضطر له المواطنون رغم الضرر الذي يمكن أن ينتج عنه". وتابعت رئيسة البلدية قائلة: "ليس هناك أي مكان يمكن للبلدية أن تحوّله إلى مصب وقتي باعتبار أن كل المنطقة عمرانية لذلك حتى الحل العشوائي الذي التجأت إليه بعض البلديات في صفاقس غير متاح تماما في قرمدة". وأفادت fأن المكاتيب التي "تشكلّ صيحة فزع"، بحسب تعبيرها، وُجّهت إلى السّلط العليا المركزية عن طريق التسلسل الإداري أي بواسطة والي صفاقس الذي لم يعقد أي اجتماع أو لقاء مع البلديات في الغرض منذ قدومه رغم طلب مقابلته للتباحث معه في الحلول الممكنة أمام تكاثر المصبات العشوائية والحالة المزرية، وفق قولها. وجدّدت البلدية في نص المكتوب الموجّه إلى رئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة ووزير الداخلية ووزيرة البيئة "الطّلب وبكلّ إلحاح إلى التدخّل العاجل والفوري ودعوة الوكالة الوطنية للتصرّف في النفايات إلى إيجاد حلّ حيني وفوري لهذه المعضلة البيئيّة الخطيرة حتّى ينعم المتساكنون بحقّهم في بيئة سليمة". وجاء في المكتوب بالخصوص أن الوضع البيئي بالمنطقة البلدية يشهد تدهورا خطير نتيجة تراكم عشرات الأطنان من الفضلات بمختلف أرجاء المنطقة البلدية، في ظلّ عدم وجود مكان يمكن تجميع الفضلات به باعتبار الكثافة السكانيّة والعمرانيّة مع غياب الامتدادات الجغرافيّة التي تمكّنها من التصرّف في النّفايات خارج مناطق العمران على غرار بقيّة البلديات وهو ما ترتّب عنه تراكم أكوام من القمامة وحرق للفضلات والحاويات وتكاثر الحشرات. جدير بالذكر أن ولاية صفاقس عرفت منذ ما يزيد عن 4 أشهر أزمة بيئية غير مسبوقة جراء تكدس النفايات وغلق مصب القنة أمام شاحنات البلديات في 27 سبتمبر 2021 ما نتج عنه موجة من الاحتجاجات في صفاقس، والمحرس، وعقارب، ومنزل شاكر، دون أن تتوفق السلط الجهوية والمركزية إلى حد الآن إلى حلّ لا على المستوى الظرفي العاجل ويتمثل في وصب وقتي ولا على المستوى طويل الأمد ويتمثل في إحداث وحدة نموذجية للتصرف في النفايات وتثمينها.