وات - (تحرير ابراهيم الرابحي ) - ركام من الحجارة وفضلات منتشرة في كل مكان مشهد لايكاد يخلو من أزقّة المدينة العتيقة في قفصة ، مبان تهاوت وسقطت وأخرى مازالت تصارع وتكافح من أجل البقاء تخليدا لمخزون تاريخي ثريّ بات مهدّدا بالاندثار نتيجة الاعتداء على طابعه المعماري الخاص والإهمال. رئيس جمعية صيانة مدينة قفصة حاتم الزيتوني، قال في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء ان المدينة العتيقة تتعرّض منذ سنة 2011 إلى انتهاكات كبرى على طابعها المعماري الأصيل في الأزقّة الضيّقة المميّزة لها وذلك في خروج البناءات واكتساحه إضافة إلى احداث بناءات جديدة ذات طوابق وعدم ترميم مبان آيلة للسقوط واعادة بريقها خاصة وانها تشكل خطرا على حياة المتساكنين. الأحواض الرومانية او مايعرف لدى العامة "بوادي الباي" شريان الحياة في المدينة العتيقة الذي طالما تغنى به الكثير بنخله وسحر مياهه، هو أيضا لايختلف عن ازقة وبناءاتها فالفضلات عمت المكان و ، فاليوم اصبح مجرد معلم اجوف لا وجود للمياه فيه كانه مهجور. ... جنينة ناصري، إحدى متساكنات المدينة العتيقة، تحدّثت وفي صوتها حسرة على ما آل إليه الوضع بالمدينة واصفة إيّاه بالمزري، بسبب انتشار الفضلات التي باتت مصدر إزعاج للأهلي إضافة إلى عدم صيانة الازقة واعادة رونقها التاريخي، داعية في هذا الصدد البلدية ان تتدخل وتنقذ مايجب انقاذه. بدوره رئيس بلدية قفصةالمدينة حلمي بلهاني لم يخف الاعتداء الذي تعرضت المدينة العتيقة بقفصة، مشيرا إلى أن، البلدية تدخّلت في ثلاث مناسبات لتنفّذ قرارات هدم لمبان آيلة للسقوط وذلك على اعتبار انها تشكل خطرا على حياة المارّة. واضاف بلهاني ان بلدية قفصة لايمكنها التدخل في اعادة ترميم او حتى هدم عدد من البناءات باعتبار انها على ملك خاص بين ورثة، مبيّنا ان هناك سعي للتحاور مع مالكيها لمحاولة تهيئتها. ولفت بلهاني إلى أن مسألة إدخال تحسينات وترميم المدينة العتيقة، يتطلب ميزانية مالية كبرى والبلدية ساعية لإيجاد تمويل حيث شاركت في مشروع "إحياء المراكز العمرانية القديمة" المموّل من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية المقدّر ب5 ملايين دينار مع 20 بلدية أخرى بكامل الجمهورية، وحاليا المشروع في طور الفرز النهائي، وفي انتظار ان تفوز بلدية قفصة بهذا التمويل.