عرض صوفي طبعته النفحات الروحانية والتجليات الإنشادية افتتحت به ليلة أمس فعاليات "ليالي رمضان" التي تنتظم من 14 إلى 30 أفريل بفضاء البالماريوم بالعاصمة، ببادرة من المجمع الوطني للصناعات التقليدية والمهن الصغرى بالشراكة مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية، فكانت حضرة صوفية انسجمت فيها المواعظ والأذكار في حضرة الصناعات التقليدية وكل ما هو نبش في الذاكرة والموروث. طغى الانشاد الديني على امتداد العرض الذي تلوّن بين المنشأ الصوفي ونزعة المناجاة والخواطرالوجدانية والاذكار والابتهالات في تماه كلي مع النفحات الرمضانية التي تدعو السامع الى انتهاج مسلك روحاني يحقق المثالية والصدق في العبادة حتى الفناء في الذات العلية وملامسة جوهر النفس عبر تفاعلات صوتية جماعية تارة وابداعات فردية طورا. كما شهد الافتتاح تنظيم معرض للصناعات التقليدية في مختلف الاختصاصات الحرفية والالوان التشكيلية الموروثة من اكساء وحياكة وتطريز وخزف ومنتوجات تجمع بين الاصالة والماضي وابداعات الحاضر والحداثة. ... المعرض شكّل توليفة من الابداعات تجمعت في الوان حرفية حملت إلى أجواء المكان عبق الذاكرة وبريق التراث بمنتوجات تقليدية طبعت المشهد بخصوصية الموروث وثراء مخزون يضرب في التاريخ ويتجدد مع وقع العصر. كما حمل المعرض بين طياته روافد من التراث لينفتح على تعبيرات فنية مستجدة بما تقدمه من ابداع وتجريب جمالي على الخزف والبلور وتزويق تقليدي للاقمشة والحلي والعنبر... بشتى اللمسات الابداعية. وهي معروضات ايضا يتقلب معها المتفرج بين ابداعات كل الجهات بتونس من الشمال الى الوسط والجنوب حيث نهلت من الواقع، من زرقة البحر وعوالم الصحراء ومنبت الارض لتحاكي رونق الماضي ووقع الحاضر. واشارت رئيسة المجمع الوطني للصناعات التقليدية والمهن الصغرى ريم حرباوي في تصر يح لوكالة تونس افريقيا للانباء /وات/ الى تداعيات جائحة كورونا على القطاع الحرفي في السنوات الاخيرة لما استتبعها من شلل شبه كلي للصناعات التقليدية، وبالتالي فقدان العديد من الحرفيين لمواطن رزقهم نتيجة التوقف عن الانتاج والترويج. واكدت في هذا السياق، ضرورة البحث عن حلول جذرية للنهوض بهذا القطاع الهام الذي من شأنه الترويج للوجهة التونسية والتعريف بموروث بلادنا ومخزونها الثقافي والحضاري، داعية الى تطوير القوانين وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فضلا عن البحث عن قنوات ترويج بين الجهات وفي الخارج لضمان ديمومة مواطن الشغل بالنسبة للحرفيين . كما لفتت ريم الحرباوي الى أهمية التنسيق مع كل من وزارتي السياحة والشؤون الثقافية والاستفادة من برامجهما من اجل ضمان دينامية العمل الحرفي عبر استغلال المسالك والبرامج السياحية والثقافية المبتكرة ، وذلك قصد تثمين المنتوج الحرفي المحلي على نحو يحقق النهوض بقطاع الصناعات التقليدية، قائلة لا بد من رسم استراتيجية وطنية شاملة بين كل الاطراف ذات العلاقة لتطوير الصناعات التقليدية. وتتواصل فعاليات تظاهرة ليالي رمضان الى يوم 30 أفريل الجاري وسيتخللها تنظيم ورشات تكونية موجهة للاطفال في الرسم على جميع المحامل وصنع المصوغ وعرض ازياء للباس التقليدي التونسي ،بالاضافة الى تنظيم عرض فني من التراث وتنظيم يوم تسوق لفائدة عدد من المسنين بدار المسنين بقمرت.