في فضاء مجهّز تتوفّر فيه كل الشروط الصحية يتواصل منذ بداية شهر رمضان الجاري وللسنة الثالثة على التوالي، تنظيم مائدة الإفطار بالحي الشعبي وسط مدينة أريانة المخصّصة لذوي الدخل المحدود وضعاف الحال من متساكني المنطقة والمناطق المجاورة والمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء. هذه المائدة التي تحوّلت إلى تقليد محمود انطلقت بمبادرة من متطوّعين من شباب أريانة ومن نشطاء المجتمع المدني وتواصل بدعم من أهل الخير وعدد من الجمعيات، توفير وجبات الإفطار والسحور لروّادها وهي مفتوحة للعائلات التي تمرّ بظروف اجتماعية صعبة وللمهاجرين الأفارقة الذين تدهورت حالاتهم المادية بسبب التداعيات السلبية لوباء كورونا. ... بفضل تضافر جهود الشبّان والشابان المتطوعين وبقيادة "الأم" نجيبة توفّر المائدة عددا مهمّا من وجبات الإفطار والسّحور المتكاملة لروّادها الذين يتراوح عددهم بين 250 و350 شخصا يوميا. "من يقصدنا حتى من عابري السبيل لا يعود خائبا" يؤكد الشاب محمد غياضة صاحب المبادرة و"كل هذا من أموال أهل الخير منهم من يقدّم أموالا ومنهم من يقدّم كميات من اللحوم والخضر والغلال ومختلف المواد الغذائية وهناك من تبرع بخروف ونتولى نحن التصرف فيها بكل شفافية لتوفير حاجيات المائدة". مثل خليّة نحل شبان وشابات من مختلف الأعمار تطوّعوا للمساهمة في إعداد الوجبات في أجواء عائلية عفوية كلّ يقوم بدور محدّد، قصّ الخضر وإعداد "السلاطة " أو "البريك" لتتولّى "أمنا نجيبة" كما يناديها الجميع إعداد الوجبات. "تجربة جميلة سنحرص على أن تتواصل خلال كل شهر رمضان وستتواصل بفضل الدعم المتواصل من اهل الخير الذين لا ينقطع عطاؤهم ودعمهم " هكذا يقول المتطوّعون بصوت واحد. ليس من السهل إعداد هذا الكمّ الهائل من الوجبات والأمر هنا عبارة عن "عرس يومي" ونحن ممتنّون لهؤلاء الشباب " هكذا أكد لنا عدد من المهاجرين أصيلي إفريقيا جنوب الصحراء. "نعاني حقا من أجل توفير لقمة العيش، فنحن غرباء وليس لنا إلا الله الذي سخّر لنا هذا الرزق" هكذا أكّدت لنا "أمينتا" من مالي أم لطفلين تقول إنها مسلمة ونتيجة لانعدام فرص العمل خلال السنتين الأخيرتين "تدهورت أحوالنا كثيرا ونحمد الله على ما يوفره لنا أهل الخير خلال الشهر الكريم ونأمل أن تتحسن الأحوال مستقبلا". محمد ربّ عائلة يعمل في جمع البلاستيك قال إنه يمر كل يوم بعد نهاية عمله ليحمل وجبات الإفطار له ولكل أفراد عائلته " لم أعد يوما بلا أكل وأرجو من الله أن يكرم هؤلاء الشباب. أغلقت السلط في وجوهنا باب المساعدات ففتح الله لنا أبواب أخرى. ولولا الحاجة لما أتيت إلى هنا".