تحرير روضة بوطار - حليب النوق منتج فعّال لمرض السكري ومضّاد للاكسدة والبكتيريا وهو يضاهي حليب الام وقريبا الانتهاء من دراسة فعاليته ضد مرض السرطان ، وهو يستهلك طازجا او مبسترا أو في شكل أحد مشتقاته جبنا أو "ياغرت" الذي لا يؤثّر على قيمته الصحية او الغذائية ... هي حصيلة جزء من نتائج بحوث توصل اليها البحث العلمي في تونس عن طريق باحثي مخبر تربية الماشية والحياة البرية بمعهد المناطق القاحلة في مدنين فتحصل في بعضها على براءات اختراع ونشر البعض الاخر في مجلات علمية هامة. انطلق البحث واستكشاف أغوار وأسرار حليب الابل بالمعهد منذ ما يزيد عن 15 سنة مستندا على ما تركه الاجداد من إرث استعمال هذا الحليب في الطب الشعبي كغذاء ودواء من كل داء ليقتحم الباحثون عالم البحث والتجريب اما للاثبات والتاكيد او للنفي. تواصلت جهود البحث لسنوات فاثبتت ما ورثناه بالتجربة والميدان فاكتشف الباحثون خصائص متعددة لهذا الحليب قادرة على معالجة امراض كثيرة ودقيقة وخصائص اخرى لا يزال مجال البحث حولها واسع فالوصول الى نتيجة يفتح الباب اوسع لمزيد البحث ... ويدعو الى ضرورة التعمّق وفق ما ذكره ل(وات) الباحث بمخبر تربية الماشية والحياة البرية بمعهد المناطق القاحلة بمدنين تهامي الخرشاني. انجزت 8 اطروحات حول حليب النوق داخل هذا المخبر اثرت الحقل المعرفي وكشفت جوانب مجهولة ومخفية عن هذا المنتج وخاصياته ويتواصل اعداد 4 اطروحات اخرى حول الحليب ستفرز نتائج علمية جديدة عند الانتهاء منها حسب الخرشاني. امال السبوعي احدى الباحثات بالمخبر انتهت الى كشف وإثبات خصائص طبّية في حليب النوق وفاعليته لتخفيض نسبة السكري في الدم باستعماله في علاج مرض السكري صنف 2 وذلك بدراسته على حيوان ونجحت في اثبات ذلك وتحقيق نتائج ايجابية جدا ونشرت في مجلات علمية ذات تاثير كبير عالميا. واوضحت في تصريحها ل(وات) ان نجاح التجربة على الحيوان ساعد في تجريبه على الانسان من مرضى السكري باحد المستشفيات قامت باختيارهم طبيبتهم المباشرة لهم واعربوا عن قبولهم التجربة التي دامت 3 اشهر وكانت ايجابية جدا من خلال التحاليل المخبرية التي بينت تخفيضا ملحوظا لنسبة السكري في الدم وخاصة نسبة السكر المخزون فاصبحوا يبحثون عن حليب الناقة لمداومة استهلاكه. واضافت ان حليب النوق الى جانب نجاحه في علاج مرض السكري فهو مضاد للاكسدة وللبكتيريا وذلك وفق تجارب على الخليّة وليست على الحيوان، لافتة الى ان هذا الحليب مضاد ايضا لمرض السرطان وهو موضوع بحث اطروحة دكتوراة لطالبة تواصل اعدادها بالشراكة مع دول اوروبية، وفق قولها. ومن جهتها توصلت حليمة الحاتمي الباحثة بمعهد المناطق القاحلة منذ 1996 الى البحث حول البروتينات الموجودة بحليب الناقة وكمية تواجدها وانواعها فأثبتت ان هذه البروتينات من حيث الجودة ليست نفسها فمنها بروتينات تتواجد في حليب الابقار واخرى لا يحملها حليب الناقة واخرى توجد في هذا الحليب ولا توجد في حليب الابقار وهي ما تجعل حليب النوق يضاهي حليب الام أكثر من اي حليب اخر. وواصلت البحث في هذا المجال الباحثة الدكتورة زينب جراد التي اشتغلت على عملية هضم البروتينات فانتهت الى اثبات ان الخصائص الطبية لهذه البروتينات تقوى اكثر بعد الهضم اذ انه بعد تفكيك هذه البروتينات الى بيبتيدات يقوى نشاطها اكثر من البروتيين الام وهي مضادة للبكتيريا ومضادة للفيروسات والالتهابات ولمرض السكري وضد مرض السرطان وهو ما اثبتت وجودها في بحثها مع مخابر اجنبية لتصدرها في مجلات علمية ذات وزن. وانطلق البحث حديثا على احدى البروتينات مواصلة لاثبات اهمية فوائد حليب الابل وعدم تغيّرها بعد الهضم او عند تحويله الى مشتقات اخرى من جبن او ياغورت. ولا يزال يشغل زينب وحليمة وغيرهن من الباحثات بمخبر تربية الماشية والمجترات الصغرى بمعهد المناطق القاحلة في مدنين الكثير حول حليب النوق فالمجال واسع انطلاقا من بروتيناته وبيبتيداته وغيره من المكوّنات التي سيحمل بعض نتائج البحث في شانها بشرى لمرضى السرطان بعد ان تاكدت فوائده لعلاج مرض السكري والتوحد والكبد والاسهال وغيره من الامراض. ومع كل نجاح لاثبات نجاعة حليب النوق صحيا يكثف المخبر جهود البحث حول هذا المنتج حتى يكون في متناول المستهلك ويشجع المربين على تكثيف انتاجه ومن ذلك توصل الى بسترة حليب النوق واستنباط مخثّر طبيعي باستخراج انزيمات من مستخلصات نباتية تمكن من استخراج منتجات اخرى من الحليب مثل الجبن والياغورت وذلك لاعتبار ان مكونات وخاصيات حليب الناقة لا تسمح باعتماد نفس المخثر المعتمد على حليب الابقار وفق الباحثة آمال السبوعي. واشارت الى ان المعهد يحمل براءتي اختراع في شان هذه النتائج التي بمثل هذه المستخلصات هي الاولى من نوعها وتنتظر وجود مصنّعين من شركات الحليب المصنّع او باعثين شبان لتكتمل سلسلة القيمة لحليب النوق. وانكبّ مشغل المشرفين على المخبر في بداياته على محاولة الترفيع في انتاج الحليب من خلال تحسين ظروف تربية الناقة ليتوصل الى نتائج هامة في مضاعفة انتاج الحليب ثلاث وحتى أربع مرات فتطور انتاج الناقة من الحليب من لترين او 3 لترات في اليوم الى 7 ووصل الى ارقام قياسية لدى بعض النوق تجاوزت 6 و7 لترات الى 13 لترا يوميا وذلك بتحويل الناقة من النمط الانتشاري الى النمط المكثف في الواحات او في المناطق السقوية التي توفر الاعلاف اللازمة وخاصة الخضراء . وامام الطلب على حليب النوق في مدن بعيدة عن مناطق انتاجه بالجنوب فكّر المشرفون على المخبر في تصبير وتعليب الحليب عبر مشروع سينطلق في شهر جوان الحالي سيقوم ببسترة حليب الناقة وهو ما يجعل مربي الابل قادرين على بيع وترويج منتوج الحليب الذي يبلغ ذروته بالخصوص في فصل الصيف بدل الالتجاء الى التخفيض من كميات الحليب وفق ما ذكلاه الخرشاني الذي أكد ان ترويج حليب النوق لن يطرح اي عائق قانوني فقد تحصّل المعهد في سنتين متتاليتين 2009 و2010 على مواصفات حليب النوق الطري والمبستر من المعهد الوطني للمواصفات والملكية الفكرية. ولفت الى ان الافاق واعدة لحليب النوق وتركيز مشاريع متعددة قريبا ومنها تصدير حليب النوق المجفّف امام تزايد الطلب عليه في بلدان غير التي تمثل بيئة ملائمة لتربية الابل وهو ما من شانه ان يكون حافزا اضافيا للمربّين للترفيع في انتاج الحليب خاصة وان اسعار الحليب المجفّف تصل الى 100 اورو للكلغ الواحد. تابعونا على ڤوڤل للأخبار