انتظمت اليوم الاربعاء، بجزيرة جربة من ولاية مدنين، اشغال ورشة تحسيسية حول مشروع تفاعل الصيد التقليدي مع السلاحف البحرية والاسماك الغضروفية في جزيرتى جربة وقرقنة، الذي تنفذه كل من جمعية "جليج للبيئة البحرية" بجربة وجمعية "الشبان والعلم" بقرقنة تحت اشراف المركز الاقليمي للمناطق المتمتعة بالحماية الخاصة وتمويل من منظمة "مافا" وذلك لاعتبار خصوصية الجزر وتقارب ادوات الصيد بالجزيرتين. وتهدف الورشة الى التحسيس بضرورة حماية السلاحف البحرية والاسماك الغضروفية، والبحث عن حلول مشتركة مع البحارة للحد من الظاهرة، وذلك من اجل الحفاظ على التوازن البيئي، وفق عضو جمعية "جليج" خالد شويخي الذي اوضح ان مجهودات حماية هذه الانواع المهددة، يجب ان تكون تشاركية جهوية واقيمية، لاعتبار ان هذه الانواع مهاجرة. ... ويتمثل هذا المشروع الذي انطلق تنفيذه منذ سنة 2019 بشراكة بين الجمعيتين(جليج والشبان والعلم) في حماية السلاحف البحرية والاسماك الغضروفية، التي تعلق بشباك البحارة والسنارة، ما ادى الى تراجع اعدادها بشكل مقلق يهدد باندثارها، وما لذلك من تاثير سلبي على التوازن البيئي وسلامة السلسلة الغذائية. وسبق هذا العمل التحسيسي برنامج بحثي وميداني كشف تراجع هذه الانواع، على ان يتوج المشروع بالعمل على ضبط قائمة ل24 نوعا من الاسماك الغضروفية يمنع صيدها في تونس. ومثلت الوشة مناسبة للحديث عن اهمية السلاحف البحرية والاسماك الغضروفية والوضعية الصعبة التي تعيشها في ظل تراجع وجودها، وهو ما يتطلب مجهودات دولية للحماية وللمحافظة عليها، وما يؤكد ذلك ان السلاحف البحرية التي تختار خليج قابس لتقضي فصل الشتاء به، تتغذي قادمة من تركيا ومن اليونان وايطاليا وعدة دول ساحلية بالمتوسط، وفق الخبير سامي قلعة الذي لفت الى انه امام الصيد العرضي فان هذه الانواع تهددها عوامل اخرى مثل حركة المرور البحري والتغيرات المناخية والتلوث وتهديدات اخرى طبيعية. واعتبر البحارة في تدخلاتهم انهم على وعي باهمية السلاحف البحرية والتي تعلق عن غير قصد في شباكهم، وابدى رئيس مجمع الزرايب بجربة انور بن حسن استعداده للمساعدة على الحفاظ على هذه الانواع، واشار الى ان الصيد التقليدي وخاصة الزرايب المعتمدة في جزيرة جربة، لا تهدد البيئة البحرية مهما كانت عناصرها. يذكر ان السلاحف البحرية، التى تعتبر من الانواع الهشة المهددة بالانقراض، مثلت مبحثا لجمعية "جليج للبيئة البحرية" بجربة منذ 2017، التى طورت اعمالها لتصبح تحسيسية وميدانية وعلمية منها "سوتي ماد" الذي استهدف البحارة والناشئة، ومشروع اقليمي "صيادون ملتزمون بحماية الشريط الساحلي" بالشراكة مع جمعية ليبية افضى الى عدة نتائج منها متابعة مواسم تعشيش ونفوق السلاحف البحرية وتمشيط ومسح عدد من شواطئ الجزيرة ورصد عشين لسلاحف بحرية وفق الممثلة عن جمعية جليج للبيئة البحرية ايناس سويد. تابعونا على ڤوڤل للأخبار