اختتمت، اليوم الجمعة، بجزيرة جربة من ولاية مدنين، أشغال ورشة دولية حول البناء المشترك للمشهد الحالي لاشكاليات المياه بمنطقة الجفارة وتصميم السيناريوهات المستدامة واستراتيجيات التكيّف وتطوير اطار نمذجة الموارد المائية وادارتها، التي نظمها طيلة ثلاثة ايام المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس. وتأتي هذه الورشة في إطار تنفيذ مشروع البحث التنموي "حوار تلانوا" من اجل التكيف مع ندرة المياه في ظلّ التغيّرات المناخية، وتم خلالها تدارس اشكاليات الموارد المائية، وتبادل الاراء بشانها من اجل استنباط الحلول المثلى في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر اساسا على الموارد المائية العادية التقليدية وغير التقليدية، وفق عصام النويري عن المعهد ومنسق المشروع. وأوضح أن مشروع البحث التنموي يتواصل 4 سنوات بمنطقة الجفارة، حيث انتهت سنته الاولى بالاعداد لينطلق العمل الميداني ضمنه بهذه الورشة من أجل تحديد الاشكاليات الحقيقية للمياه، وبحث الحلول المثلى عبر تجارب في مخابر حية سيقع تقييمها لاحقا، حسب قوله. وتركّزت أشغال الورشة على الحوار والنقاش حول الموارد المائية والتغيّرات المناخية من خلال تشخيص الاشكاليات المطروحة، ومنها أساسا ارتفاع الاستهلاك الذي يؤثر على ندرة المياه ونوعيتها وضياع المياه المعالجة. ... وحسب رئيس قسم المياه والتجهيز الريفي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية وعضو المشروع، سمير الصهال، فان ابرز مخرجات اعمال هذه الورشة التشاركية تمثلت في تشخيص الوضع الحالي لندرة المياه في ظل التغيرات المناخية، وتم تويبها في 4 محاور كبرى هي اشكالية ندرة المياه في الري الفلاحي، واشكالية الماء الصالح للشراب، واشكالية الفلاحة المطرية، واشكالية الاطار القانوني والتشريعي للمياه وعدم مواكبته للوضع الحالي. وانطلاقا من عمل الورشات، فان ابرز اشكال يهم ندرة المياه واستنزاف الموارد المائية يتمثّل في الحفر العشوائي والاستغلال المجحف للمائدة المائية للري الفلاحي وللماء الصالح للشراب، حيث تراوحت نسبة الاستغلال بين 80 بالمائة الى اكثر من 200 بالمائة في بعض الموائد المائية ما ادى الى هبوط متواصل في المنسوب المائي وتملح المائدة، وفق الصهال. ودعا المشاركون في الورشة الى ترشيد الاستهلاك وتحلية المياه المالحة ومياه البحر كموارد غير تقليدية لتدعيم الموارد المائية، واستعمال المياه المعالجة ثلاثيا في الري الفلاحي مع مواصلة العمل لبلورة الحلول الواقعية التي يمكن انجازها في مختبرات مياه وتجارب نموذجية لدى فلاحين. يذكر ان منطقة الجفارة، مجال تدخل المشروع، تشهد استغلالا كبيرا لمواردها وصلت حدود 86 بالمائة، ويستغل الري الفلاحي 11 بالمائة من هذه المائدة التي تشكو تملّحا، اذ ان اكثر من 70 بالمائة من مواردها ذات ملوحة تتجاوز 5 غ في اللتر. تابعونا على ڤوڤل للأخبار