هل تغيّر ذوق العائلة التونسيّة في تأثيث بيتها وكيف تطوّرت النزعات الجماليّة ؟ معرض الأثاث الأخير والجولات الميدانيّة في المغازات المختصّة فضلا عن الزيارات المنزليّة أثبتت تعدّد الأذواق والاتجاهات في اختيار أثاث المنزل وتنوّع أنماط التأثيث. فمن تونسي عتيق إلى آخر نلاحظ بروز ظاهرة عدم التجانس في الاختيارات والخلط في الأنماط من الأثاث العتيق إلى العصري ذو الطابع الغربي. لكن الملاحظ أنّ فنّ تأثيث المنزل اتخذ منحا جديدا تأثر بأحدث الصيحات وأفضل الماركات العالمية. فبعد أن اتخذت عمليّة التأثيث طريقة عشوائيّة دون تخطيط مسبق راسمة بذلك "صورة كاريكاتوريّة" لتنافر قطع الأثاث واختلاف التصميم وعدم الانسجام بين الألوان أو المقاييس، أصبحت هذه العملية تعتمد على جودة وجماليّة التصميم والحداثة والابتكار وتعكس شخصيّة صاحب المنزل. وأصبح التونسي شغوفا بزيارة صالونات الأثاث والتأثيث. كما دأب على البحث عن ديكور متكامل ومتناغم لمنزله يجمع أحيانا بين العصري والتقليدي مضيفا إليه مسحة جماليّة تجعل منه تحفة فنيّة يطيب العيش فيها. ويرتبط التغيّر الذي عرفه مجال الأثاث والتأثيث مباشرة بتغيّر أساليب الحياة والتغيّرات الاجتماعيّة. فقد ارتفعت النفقات المخصّصة لتأثيث المنزل وأصبح التونسي يقتني أفضل المنتوجات وأرقاها، المحليّة منها والمستوردة، وذلك من اجل توفير أفضل أساليب الراحة والرفاهيّة في المنزل أو في مكتب العمل. ويركز أصحاب المنزل على المدخل لأنه في الغالب يكون موضع اجتماع أفراد الأسرة وملتقى أصدقائهم وأقاربهم ويراعي في اختيارهم المتانة والرقة والبساطة. كما لتزويق بقيّة غرف المنزل أهميّتها يختلف ترتيبها باختلاف الذوق والعمر والمقدرة الشرائية للأفراد. كما برزت في العشرية الأخيرة عديد العلامات الناشطة في مجال الأثاث والتأثيث منها التونسيّة، التي ركزت على توفير منتجات ذات جودة عالمية، ومنها الأجنبية والتي تمكنت من الدخول إلى السوق التونسيّة وكسب ثقة عديد الحرفاء. لذلك يشهد قطاع الأثاث والتأثيث في تونس نقلة نوعيّة وهامّة أصبحت محلّ اهتمام جلّ طبقات المجتمع واتخذت المراتب الأولى للأولويّات الشرائية للتونسي.