وأنت تتابع وقائع الحرب الإعلامية بين مصر والجزائر والصفعات الصحفية المتبادلة بين بلدين يقال أنهما شقيقين يقفز إلى ذهنك سؤال مشروع وهو : ماذا لو كان الإعلام التونسي مكان الجزائري في مواجهة الأسطول الإعلامي المصري؟ وهل نستطيع مجاراة نسقهم؟ لنبدأ بإعلامنا المرئي, فعلى الورق لدينا أربع قنوات اثنتان منها تنعمان في سبات عميق وهما "تونس7 " وابنتها الوفية " تونس21 " وأخريان تستطيعان عبر إمكانياتهما وهامش الحرية لديهما إيصال بعض أرائنا وشتائمنا, إذا خرج الوضع عن السيطرة , إضافة إلى المنتج سامي الفهري الذي يضخ ببرامجه بعض الأوكسجين في رئتي القناة العامة... مقابل ذلك هناك عشرات الفضائيات المصرية التي تحظى بمتابعة كبيرة من المصريين والعرب رغم التجاوزات الإعلامية التي تحدث خلالها وتحولها إلى منبر للسب والشتم. وهي لا تترك شاردة ولا واردة دون مناقشتها بكل حرية عبر برامج يومية ك"الحياة اليوم" و"العاشرة مساء" و"القاهرة اليوم" إضافة إلى الحصص الرياضية ك "الكورة مع شوبير" و "ملعب دريم". في الصحافة المكتوبة حدث ولا حرج . فحفنة الصحف التي لدينا لا يمكن مقارنتها تعدادا ولا مضمونا بالصحف المصرية وهي مسالمة في غالبيتها في مناقشة قضايانا الداخلية فما بالك لو دخلت معركة إعلامية كما أنها لا تملك أقلاما صحفية شهيرة لدى القارئ العربي تثير شهوة القراءة لديه... اضافة الى أن صحفنا في علاقة متوترة مع الانترنات, فبعضها يملك مواقع تحين كل 24 ساعة ودوره فقط النشر الالكتروني للنسخة الورقية. البعض الأخر نسي تحيين موقعه وتركها للقدر. أما البعض الأخير فلا يملك مواقع أصلا ؟ ولا يعترف إلا بالسوق المحلية وخاصة محطات المواصلات والمقاهي , وتبقى المزايا التي تقدمها الشبكات الاجتماعية ك"الفايس بوك" و "التويتر" ....بعيدة كل البعد عن تفكير جرائدنا لاستغلالها لترويج مقالاتها . أما الصحف المصرية فمواقعها كثيرة ومتنوعة وتعرض مقاطعا للفيديو إضافة الى تحيينها الفوري وأشهر الأقلام التي تكتب فيها جارى الثورة الرقمية اضافة الى اعتماد بعض الصحف على تقنية الواب "Wap" التي تسهل تصفح الجريدة من خلال الهواتف المحمولة ... في الاعلام الالكتروني مازالت مواقعنا الإخبارية تتقدم بخطى بطيئة رغم المجهود المبذول في التحيين واستعمال الشبكات الاجتماعية والمنتديات والمدونات لنشر المقالات , أما في الجانب الأخر فالصحف الالكترونية كثيرة وتعتمد نقنيات متطورة اضافة الى شبكات الكترونية تعتمد مراسلين في كثير من البلدان , كشبكة محيط الاخبارية... وكي نكون واقعيين لا نملك الا أن ندعوا أن لا نكون طرفا في مواجهة إعلامية مع المصريين أو الخليجيين أو حتى المغاربة لأن إعلامنا في صورته الحالية غير قادر على الصمود, أما إن كتب لنا أن نكون طرفا في معركة صحفية فلتكن مع إعلام " تجيبوتي" أو "جزر القمر" حينها قد تكون الغلبة لإعلامنا.. ولا نضمن ذلك أيضا...