عبّر الفنان التونسي مقداد السهيلي عن استغرابه ورفضه الشديدين لإقحام اسمه في الملصق الدعائي (أفيش) لإحدى سهرات مهرجان قرطاج الدولي 2025، دون أن يكون قد أعطى موافقته المسبقة على المشاركة في العرض. وفي تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على فايسبوك، قال السهيلي بأسلوب ساخر: "كيفاش يحطولي إسمي في أفيش متاع عرض وأنا ماعطيتش موافقتي ! هو عربون في عرس؟! ... شكون ما يحبش يطلع على ركح قرطاج، وياخو كاشي في لمة مع زملاء، غناية غناية... خفافي... زيارة ونيارة... وفي اللخر تصويرة جماعية... معنقين بعضنا... والقلوب صافية !!! أنا وين سي علاء!!!" وأضاف في لهجة نقدية، أنه لا يمكن إدراجه ضمن عرض فني دون أن يتم الاتفاق على التاريخ والمقابل المادي والتفاصيل التنظيمية، مشدّداً على أن مشاركة الفنان لا تُفرض بشكل رمزي أو تلقائي. وفي توضيح لاحق، أكد مقداد السهيلي احترامه لزملائه الفنانين والإطار المنظم، وفي مقدمتهم الفنان يوسف بلهاني ومدير مؤسسة حقوق المؤلف رمزي القرواشي، موضحاً أنه يرفض المشاركة في عرض جماعي يضم 16 مطربًا ومطربة ويُخصص له فيه 5 دقائق فقط، معتبراً ذلك لا يليق بمسيرته الممتدة ل47 سنة من الموسيقى والمسرح والعمل الجاد. وقال: "أنا مانيش هاوي ولا جيت البارح باش نوري وجهي ونستنى باش يشجعني الجمهور... أغانيّ الخاصة تعمل 5 عروض وحدها، ومحبوبة داخل تونس وخارجها... لا أسمح لنفسي أن أكون مجرد فقرة عابرة في عرض جماعي." وانتقد السهيلي ما اعتبره تدهوراً في المشهد الفني والثقافي، مضيفاً أن "برمجة العروض والأعمال الفنية وبث الأغاني أصبح يخضع لمزاج شخصي وغياب واضح للمعايير"، وختم بالقول: "بعد هذا العمر ما نحبش نغلط ونجرح اسمي اللي كتبتو بدمي ودموعي... وهذه قناعاتي الشخصية." الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج تعرض ملامح الدورة 59 من جهة أخرى، عقدت الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج الدولي لقاءً إعلامياً لتقديم ملامح الدورة التاسعة والخمسين للمهرجان. وأكدت هند المقراني، المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية، أن المهرجان يُعد مناسبة لتبادل الثقافة والفنون، والفن لغة تتجاوز الحدود وتعكس روح العصر. وأضافت أن هذه الدورة تُنجز بميزانية تُقدّر ب 3 ملايين دينار، ممولة من اعتمادات الدولة، والمداخيل الذاتية، والاستشهار، مشيرة إلى نجاح المهرجان في دوراته السابقة في تغطية تكاليفه بفضل ترشيد النفقات. وشددت المقراني على أن: "مهرجان قرطاج ينتصر للتوجهات الوطنية السامية، ويهدف إلى ترسيخ مكانة قرطاج التاريخية عبر الفن بمختلف ألوانه، ليكون المهرجان محراباً للفن الراقي ويخلّد أجمل لحظات اللقاء بين الفنان والجمهور." وأكدت أن الجمهور هو الحليف والضامن الأول لنجاح فعاليات المهرجان، مشيرة إلى أن برمجة هذه الدورة تعكس توازناً بين الأسماء التونسية والعربية والدولية، وبين الأصوات الصاعدة والتجارب المكرسة. تجدر الإشارة إلى أن الدورة الحالية تعرف مشاركة عدد من الفنانين التونسيين والعرب، من بينهم محمد القرفي، رياض الفهري، محمد عساف، نانسي عجرم، نجوى كرم، وآخرون.