امتلأت مدارج مهرجان الحمامات الدولي ليلة السبت 26 جويلية بجمهور متعطش للطرب الأصيل، حيث قدّم الفنان اللبناني وائل جسار حفلاً غنائياً عبق بروح الحب والحنين، في واحدة من أمسيات الدورة 59 التي ستظل عالقة في الذاكرة. منذ إطلالته الأولى، تفاعل الجمهور بحرارة مع وائل جسار، مردّدين أغانيه وكأنهم يعيدون سرد فصول قصة حب قديمة. افتتح السهرة بأغنية "مهما يقولوا"، ثم توالت الروائع العاطفية مثل "كل وعد" و"غريبة الناس" و"بتوحشني"، في أداء تميز بالإحساس والدفء. بلغت اللحظة ذروتها بأغنية "موجوع" التي خيم خلالها الصمت على الفضاء احتراماً لصوت جسار المتألم، في مشهد وجداني نادر. كما قدّم الفنان باقة من أرشيفه الغنائي مثل "مشيت خلاص"، قبل أن يتحف الجمهور برائعة أم كلثوم "ألف ليلة وليلة" التي أداها بإحساس خاص، محافظاً على روح الأصل دون تقليد. أجواء السهرة ازدادت طرباً حين غنى "خدت كل الناس" و"مليون مرة أحبك"، قبل أن يستحضر روح المدرسة الرحبانية في أداء أغنية "نسم علينا الهوى"، في تحية خاصة للفنان الراحل زياد الرحباني الذي وافاه الأجل في نفس اليوم. وفي لحظة امتنان للثقافة التونسية، أدى جسار أغنية "أصل الزين في العينين" للفنان محمد الجموسي، وسط تفاعل لافت من الجمهور الذي استقبلها بالتصفيق والفرح. بهذا العرض، قدّم وائل جسار سهرة طربية خالدة امتزج فيها الأداء الراقي بصدق التعبير، مجسّداً صورة فنية أصيلة حملت عنوان الحب والذاكرة والوفاء للطرب العربي.