كانت سهرة وائل جسّار بمسرح الهواء الطلق بحومة السوق جربة من أكثر السهرات التي سجلت إقبالا جماهيريا وذلك ضمن سهرات مهرجان جربة أوليس الدولي، إذ واكب هذه السهرة جمهور غفير غصّت به كل مدارج المسرح وقد عاش هذا الجمهور سهرة رائعة على جميع المستويات الفنية والتنظيمية فكانت من بين السهرات التي تستحق علامة ممتاز ضمن سهرات المهرجان. كانت الساعة تشير الى العاشرة والنصف حين اعتلى المطرب اللبناني وائل جسّار ركح مسرح الهواء الطلق بحومة السوق وهو يغني «مهما تقولو وتقولو وتعيدو حبنا أكبر من كيدا.. أحلى حاجة في الحب عذابو وحبّنا أكبر من كيدا» فكان التجاوب مع الجمهور الذي ردّد نفس الأغنية بحرفية كبيرة شدّت إعجاب المطرب الذي توجه بعد نهاية الأغنية الى كل الحاضرين بالتحية قائلا: «أهلا بكم أهلا بجمهور جربة نوّرتونا وشرّفتونا» وهي كلمات زادت في «هيجان» وصياح وهتاف هذا الجمهور الذي خيّر الوقوف عن الجلوس في أغلب فترات السهرة خاصة وأن أغنية «مهما تقولو» التي افتتح بها وائل جسّار السهرة تعد من بين أجمل أغانيه ومن بين الأغاني التي تبقى عالقة في أذهان الجمهور. طرب وإمتاع المطرب اللبناني حرص على إمتاع الجمهور بأروع أغانيه الخاصة وأغاني رواد الطرب العربي الأصيل وهي أغاني أطربت وأمتعت كل الحاضرين فكان التجاوب مع «بدّي شوفك كل يوم يا حبيبي» وكان التفاعل الكبير وكانت «الهيستيريا الجماعية» حين أدى المطرب اللبناني أغنية «غريبة الناس» فكان الأغرب من ذلك ذلك الجمهور الذي ردّد كامل الأغنية بأداء ممتاز وفي أجواء استعراضية رائعة من الرقص والتصفيق والصياح والهيجان.. ليواصل وائل جسار الغناء والطرب فيردّد الجمهور معه: «الدنيا علّمتني وغربتني وعذبتني وخذتني من أحلى الأحباب» ليعود بعد ذلك بالجمهور الى «الزمن الجميل» فيغني «سواح».. ويواصل أداء أغاني أخرى مثل «مريم مريتي» و«عيون بهيّة».. ليتعالى صياح الجمهور ويزداد تفاعله مع أغنية «أصل الزّين في العينين» التي غناها بكل ألوان الفساتين والملابس التي ازدان بها المسرح.. وائل جسّار أطرب كل الحاضرين بأغنية «يا طير» كما استجاب لطلب احدى المعجبات التي طلبت منه أداء أغنية «على الجمر لو بأمشي حفا» فلبّى الطلب.. وعلى أضواء الهواتف الجوالة غنّى «أعذريني يوم زفافي» وهي الأغنية التي أنهى بها وائل جسّار سهرة مسرح الهواء الطلق بجربة وكانت الساعة تشير حينها الى حوالي منتصف الليل. محاولات فاشلة من المعجبات يحظى المطرب اللبناني وائل جسّار بإعجاب كبير من قبل الجمهور التونسي وهو ما يفسّر النجاح الجماهيري لمختلف السهرات التي أحياها في العديد من المهرجانات خلال هذه الصائفة، وهذا الاعجاب بالمطرب اللبناني خاصة من قبل الفتيات إذ سجلت سهرة جربة إقبالا كبيرا من معجبات وائل جسّار، لكن هذا الاعجاب والتعبير عنه وصل الى حدّ حالة من الهيستيريا التي شهدها مسرح الهواء الطلق بحومة السوق.. فتيات يرقصن ويصحن ويهتفن ويقفزن ويضحكن ويبكين وذلك أمام «الاستفزازات الرقيقة» للمطرب اللبناني خاصة حين نزل من الركح واقترب من الجمهور وحياه عن قرب وكان ذلك إثر أدائه لأغنية «غريبة الناس» وهو مشهد زاد في هيجان المعجبات بل ان بعضهن حاولن «اقتحام» الركح للاقتراب من مطربهن المحبوب وربما الفوز بمصافحة مباشرة أو بقبلة «عن بعد» لكن هذه المحاولات باءت بالفشل أمام الوقفة الحازمة لرجال الأمن الذين أجادوا وأحسنوا التعامل مع مثل هذه الوضعيات. حظر شديد على آلات التصوير أحد المرافقين للمطرب وائل جسّار كان واقفا على الركح منذ بداية السهرة وكانت أنظاره متجهة نحو الجمهور وكلما لمح ضوء آلة تصوير يسرع مباشرة الى مصدر ذلك الضوء ليمنع عملية التصوير (فيديو) ولقد تكرّر ذلك المشهد العديد من المرات، فكان مشهدا يوحي بإحدى اللقطات من الأفلام البوليسية الأمريكية. أعضاء فرقة وائل جسار «الشروق» كان لها لقاء بعد السهرة بعازفي الكمان في فرقة وائل جسّار وهما شادي جارور ونيرودا خيزران وهما من سوريا. ولقد تحدّثا ل«الشروق» عن تجربتهما مع وائل جسّار وأشارا الى أن العديد من العازفين السوريين متواجدين مع الفنانين اللبنانيين. كما تعرّفت «الشروق» من خلالهما عن كامل أعضاء الفرقة الموسيقية للفنان وائل جسّار.. وتتكون هذه الفرقة من بلال النعيمي (قائد الفرقة) وداني أيوب (عازف أورغ) وجوزيف العجوز (إيقاع) ومروان صبحة (كورال) ومصطفى العلي (الدف) اضافة الى شادي ونيرودا (آلة الكمان).