تحت عنوان "الأرض الرّوحية"، يحتضن قصر خير الدين- متحف مدينة تونس بالعاصمة، من 3 إلى 31 أكتوبر 2025 فعاليات معرض تشكيلي للفنان سامي بن عامر، وهو تتويج لمسار من العمل على موضوع الأرض، يُحاكي من خلاله القيم والمبادئ الإنسانية في سياق حرب الإبادة على فلسطينالمحتلة، هو "رحلة تشكيلية بين الذاكرة والجرح الإنساني". وفي تصريح خاص بوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أشار سامي بن عامر إلى أن موضوع "الأرض الرّوحية" مستوحى مما يعيش العالم على وقعه اليوم من أزمة قيم تبرز خاصة في ما يحدث في غزة وغيرها من الحروب والقضايا الإنسانية التي أصبحت شديدة التعقيد. بدأ بن عامر في تناول موضوع الأرض في أعماله الفنية منذ سنة 2007، إذ اشتغل على "جلال الأرض" و "الأرض البكر" بالمفهوم الأركيولوجي للكلمة وبالعودة للذاكرة، فضلا عن الاهتمام بمواضيع تتفاعل مع الطبيعة في بعض المعارض. ويضم معرض "الأرض الروحية"، الذي استغرق من الفنان سنة ونصف من العمل، حوالي 40 لوحة أغلبها من أحجام كبيرة وبعضها من أحجام متوسطة، وفي هذا الصدد، أفاد بن عامر، بأنه ركّز في هذه اللوحات على الدائرة والمربع لان الدائرة تحيل على شكل الأرض والمربع هو الذي يصنع الدائرة. أما على مستوى المحتوى، فقد لفت بن عامر، إلى أنه اختار العمل على الرموز ذات الأبعاد التاريخية على غرار التانيت وغيره من الرموز من تونس ومن عديد الدول على غرار الصين وأمريكا وكندا وكوبا، وهي رموز ذات أبعاد تاريخية وحضارية مختلفة، محاولا رسمها من خلال تصوّره الشخصي ومخياله، مبينا أنه ركز في المعرض على غزّة وتحديدا على القيم التي يفتقدها العالم اليوم والتي يحاول إعادة إحيائها من خلال أعماله. واختار سامي بن عامر إقامة معرضه في فضاء قصر خير الدين لما يحمله هذا الفضاء من رمزية تاريخية تتماشى مع طبيعة المعرض الذي يهتم بالتراكم التاريخي، فضلا عن قدرة القصر على استيعاب العدد الكبير من اللوحات الكبيرة. سامي بن عامر هو فنان تشكيلي تونسي، أستاذ بالمعهد العالي للفنون الجميلة ومدير سابق له، شغل عديد المناصب الهامة في الحقل الثقافي، وهو صاحب المعجم المرجعي في الفنون البصرية، "معجم مصطلحات الفنون البصرية" الذي صدر عن دار المقدمة للنشر والتوزيع سنة 2021، الذي حاز من خلاله على جائزة الشارقة الأولى للدراسات اللغوية والمعجمية في فرع ''المعجميات'' في دورتها الخامسة سنة 2022.