عقدت مجموعة التعاون البرلماني مع دول القارة الأمريكية، اليوم الإثنين بقصر باردو، إجتماعا تشاوريا باشراف إبراهيم بودربالة رئيس مجلس نواب الشعب، للنظر في مستجدات العلاقات التونسيةالأمريكية فيما يتعلق بتصريحات السفير الأمريكي الجديد المعين لدى تونس أمام الكونغرس، ومشروع قانون مقدّم لمجلس النواب الأمريكي من قبل نائبين تحت اسم "استعادة الديمقراطية التونسية". وأكّد أعضاء المجموعة في تدخلاتهم، أن "مشروع القانون متحامل ومنحاز لوجهة نظر واحدة وقد يؤثّر سلبا على العلاقات بين البلدين، باعتباره يمثّل تدخّلا سافرا في الشأن الوطني وتعدّيا غير مقبول على السيادة الوطنية"، مجددين الدعوة الى "الكفّ عن إطلاق هذه المبادرات المسمومة والحملات المناوئة التي لن تعدو أن تكون سوى مجرد محاولات معزولة لن تمسّ من جوهر وعراقة العلاقات المتينة بين الشعبين التونسي والأمريكي". كما عبّروا عن "بالغ إستيائهم" من تقديم عضوين من الكونغرس الأمريكي لهذا المشروع "في محاولة تستهدف تونس وشعبها وتمسّ من عراقة علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين تونسوالولاياتالمتحدةالأمريكية"، وفق بلاغ صادر عن البرلمان. وعبروا من ناحية أخرى، عن "ارتياحهم" لما ورد في بيان السفير الأمريكي المعين أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ لأمريكي "من مضامين إيجابية تخدم العلاقات بين البلدين"، معربين في المقابل عن "استغرابهم" من إشارته خلال النقاش مع أعضاء اللجنة الى أنه "سيجعل من ضمن أولوياته في مجال مكافحة الإرهاب، الحدّ من تسلّل العناصر الإرهابية من دول الجوار، "وهو ما يعدّ خروجا عن الأعراف الدبلوماسية ومساسا بعلاقات تونس بأشقائها". من جهته، أوضح رئيس البرلمان، أن النائبين الأمريكيين يجهلان حقيقة أنّ تونس قطعت نهائيّا مع الاستبداد والحكم الواحد ومع الصراعات السياسية والحزبيّة منذ 25 جويلية 2021 ، وأرست مرحلة جديدة تقوم على استكمال المسار الديمقراطي ودعم حقوق الانسان وإقامة دولة القانون والمؤسّسات واستقلال القضاء، في ظرف اتسم بصعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على الصعيدين الوطني والدّولي. وأكد "عمق علاقات الصداقة والتعاون المتميز القائمة بين البلدين"، والتي تعود إلى سنة 1797 تاريخ إبرام أوّل معاهدة سلام وصداقة بينهما، مذكّرا بانّ تونس كانت من أولى الدول التي اعترفت باستقلال الولاياتالمتحدةالامريكية التي بادرت من جانبها بالاعتراف باستقلال وسيادة تونس. وتطّرق الى زيارة الرئيس الأمريكي ايزنهاور لتونس سنة 1959 وزيارة الدولة التاريخية التي قام بها الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في ماي 1961 الى الولاياتالمتحدة، بدعوة من الرئيس الأمريكي جون كيندي، وما تلتها من محطات جعلت العلاقات الثنائيّة تشهد تطوّرا مستمرّا وصولا إلى إبرام اتفاق الشراكة الاستراتيجيّة بين البلدين في 20 ماي 2015.