الشرع: بناء سوريا مسؤولية الجميع    الجمعية التونسية لقرى الأطفال "أس أو أس" تطلق إذاعة رقمية في هذا الموعد    أسطول الصمود: اعتداءات على تونسيين داخل معتقلات الاحتلال ونقابة الصحفيين تدعو إلى تحرك دولي عاجل    وزارة البيئة تكشف عن نقل 3 رؤوس من غزال الريم من محمية سيدي التوي بمدنين الى محمية القنة بصفاقس    الشركة التونسية للشحن والترصيف تتسلم معدات شحن جديدة بقيمة 10 ملايين دينار    الخطوط التونسية الفنية تتحصل على ترخيص أوروبي لصيانة الطائرات والمكونات الأوروبية    ايام طبية لتعزيز خدمات الصحة النفسية للأطفال والأمهات بعين دراهم    الفنان فاضل شاكر يسلم نفسه للجيش اللبناني    "الحوثيون" يعلنون استهداف مواقع حساسة في إسرائيل    الدوري العالمي للكاراتي: التونسية تسنيم الصيد تحرز برونزية وزن ما دون 68 كلغ    نشطاء سفينة "عمر المختار" بأسطول الصمود يصلون الى إسطنبول    الطاقات المتجددة بين الواقع والانتظارات... وربط تونس–إيطاليا تحت المجهر    نهار اليوم ادخل للمتاحف والمواقع الأثرية التونسية ببلاش    الطاقات المتجدّدة في تونس... أرقام متعثّرة وخيارات تحتاج مراجعة    سوريا.. فتح صناديق الاقتراع لانتخابات مجلس الشعب    طقس اليوم: سحب و شوية مطر بالشمال و رياح قوية آخر النهار    ترامب ينشر خريطة لخطوط الانسحاب الإسرائيلي من غزة    للتوانسة : تلقيح النزلة الموسمية يتباع بين 37 و41 دينار في الصيدليات    بطولة العالم لبارا العاب القوى - التونسية رجاء الجبالي تحرز برونزية دفع الجلة لفئة (اف 40)    وكالة احياء التراث:الدخول الى المتاحف بصفة مجانية الاحد 5 اكتوبر 2025    الأحد: الحرارة في ارتفاع طفيف مع أمطار ضعيفة ليلا    الرابطة الثانية    تحديث كبير في معهد القصاب: الجراحة للكبار والأطفال أصبحت أسهل وأسرع    رأي: نهاية النمرود بعوضة... ونهاية نتنياهو مسيرة    أسرة عبد الحليم حافظ تخالف وصيته والجماهير غاضبة..شفما؟!    الليغا.. ريال مدريد يستعيد نغمة الفوزمن بوابة فياريال    تلقيح الإنفلونزا في الصيدليات ومراكز الصحة الأساسية وهذه هي الأسعار    فيروس غرب النيل: كل شيء لازم تعرفه باش تحمي روحك!    بعد تخلّي التلفزة عن واجبها...أطفالنا أمام صور متحرّكة خطيرة    أخبار الحكومة    تدشين القسط الأول من مبيت مركب النادي الصفاقسي وبداية إستغلاله يوم الإثنين القادم.    طقس الليلة    الزهروني: الإطاحة بالمجرم الخطير الملقّب ب"الهولندي" بعد ترويعه للمواطنين    فتح باب التسجيل في مناظرتي التبريز في مادتي علوم الرياضايت والعلوم الفيزيائية ( اختصاص فيزياء) بعنوان 2026    ندوة حوارية حول الاقتباس من الأعمال الأدبية في السينما التونسية    عاجل: نصف مليون وفاة سنويًا بسبب المخدرات في تونس    من بينهم تونسيون: طائرة تركية تُرحّل مشاركين في أسطول الصمود    عاجل/ الديوانة تُنقذ 10 أجانب على متن قارب "حرقة"    رأس جدير: حجز صفيحة من الذهب تبلغ قيمتها مليون دينار    بالأرقام: ارتفاع قيمة تحويلات التونسيين بالخارج.. #خبر_عاجل    فيديو غوارديولا يدعو للتظاهر دعما غزة.. ما القصّة؟    عاجل/ مصر تستضيف مؤتمرا للفصائل الفلسطينية لتحديد مستقبل غزة    عاجل/ حالة وفاة ثانية بحمى غرب النيل في هذه الولاية    القمح الصلب والزيتون والسكر: متى تستغني تونس عن التوريد ؟    القضاء الأمريكي يحكم على مغني الراب "ديدي" بالسجن لأربع سنوات وشهرين بتهمة العنف الجنسي    عاجل: تخفيضات مهمة في المعاليم لكل تونسي يستعمل المبيدات البيولوجية    عاجل/ ضبط ناظر بهذا المستشفى وسائق سيارة إسعاف يروّجان المخدرات    عاجل: السكك الحديدية تُغيّر توقيت خط سوسة–المنستير–المهدية    اللجنة الوطنية الاولمبية التونسية تطلق نادي الإعلام الأولمبي الثلاثاء 14 اكتوبر 2025    منحة "فابا" للصحة في دورتها الثانية تُسند 4 جوائز لباحثين في مجالات الصحة    الانطلاق في إعداد برنامج لتأمين التزويد بالماء الصالح للشرب خلال صائفة 2026    استراحة الويكاند    الكاف: مهرجان سيدي رابح المغاربي في دورته الرابعة    رمضان 2026: شوف شنوّة تاريخ أول الشهر الكريم وعدد أيّام الصيام فلكيا    مع 15:00: انطلاق مباريات الجولة التاسعة للرابطة المحترفة الأولى    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    خطبة الجمعة ..تصدّي الإسلام للجريمة    عاجل/ مفتي الجمهورية الأسبق حمدة سعيّد في ذمّة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطاقات المتجدّدة في تونس... أرقام متعثّرة وخيارات تحتاج مراجعة
نشر في باب نات يوم 05 - 10 - 2025

خصّص برنامج «Club Eco» على إذاعة إكسبراس أف أم، من تقديم الصحفي وليد بن رحومة، حلقةً كاملة لملف الطاقات المتجدّدة، بمشاركة محمد علي فنيرة النائب بمجلس نواب الشعب وعضو لجنة الصناعة والطاقة والثروات الطبيعية والمناجم والبيئة، وأحمد الدوس نائب رئيس المنظمة التونسية للطاقات المتجدّدة. وقدّم الضيفان تشخيصًا مفصّلًا لتعطّل الانتقال الطاقي وسبل الإقلاع، مع تقييم للإطار القانوني وقدرة الشبكة والتمويل والتكوين المهني، إضافة إلى ملف الهيدروجين الأخضر وتداعيات أسعار النفط.
انطلق الحوار من فجوةٍ واسعة بين الأهداف والإنجازات: استراتيجية 2015 حدّدت 1100 ميغاواط مع نهاية 2020 و2500 ميغاواط في 2025 دون تحقيقها، فيما حدّدت استراتيجية 2023 1750 ميغاواط في 2025 و4850 ميغاواط في 2030، بينما المنجز الفعلي لا يتجاوز 500 ميغاواط. وأوضح أحمد الدوس أنّ القدرة المحلية على التركيب لم تعد عائقًا بعد تراجع كلفة المعدات واتساع قاعدة الشركات، مرجعًا التعطيل إلى سقف استيعاب الشبكة—المقدّر حاليًا بنحو 2500 ميغاواط—وإلى الخيار الاستراتيجي الذي رهن 90% من المزيج بمحطّات كبرى بنظام اللزمات على حساب التركيب الذاتي فوق الأسطح والتراخيص المتوسطة الأقل كلفة والأعلى قيمة مضافة محليًا.
وفي تقييم الكُلف، عُرضت أمثلة تفيد بأن الميغاواط فوق أسطح المصانع/المنازل يكلّف قرابة 1.5 مليون د، مقابل نحو 3 مليون د/ميغاواط في المحطات الكبرى، إضافةً إلى كُلف النقل والتحويل والخسائر التقنية. كما شدّد الدوس على أنّ المشاريع الكبرى تستفيد من إعفاءات جمركية وضريبية واسعة للشركات الأجنبية مقابل مساهمة محلية محدودة، فيما يخلق مسار الأسطح فرص شغل وقيمة مضافة داخلية أعلى.
وبشأن الشبكة، أشار الضيفان إلى أنّ الربط البحري «ELMED» مع إيطاليا (≈600 ميغاواط) ومشاريع التخزين والعدادات الذكية عناصر حاسمة لرفع الاستيعاب إلى نحو 3000 ميغاواط قبل 2030، غير أنّ وتيرة التنفيذ ما تزال بطيئة. وفي المحور القانوني، ذكّر محمد علي فنيرة بأن القانون الإطاري لسنة 2015 لم تُستكمل استراتيجيته بأمر حكومي نافذ، وأن الصناعيين يتضرّرون من سقف حقّ الضخّ (30% من الفائض)، ما يهبط بعائد الاستثمار في المصانع إلى وفورات بين 15% و40% فقط. وأعلن فنيرة عن اتجاهٍ لتقديم فصل ضمن قانون المالية 2026 لتحسين حوافز تركيب الطاقات المتجدّدة في القطاع الصناعي، داعيًا إلى نقاش عام يُعيد وزن المكوّنات الثلاثة للاستراتيجية (اللزمات، التراخيص، التركيب الذاتي) ويمنح رؤية تنفيذية واضحة.
وفي ملف الهيدروجين الأخضر، دعا المشاركون إلى حوكمة وشفافية قبل الالتزام بعقود كبرى، مع قانون إطار خاص كما فعلت دول أخرى. وقدّم فنيرة تقديرات مقارنة لاستهلاك المياه تؤكد—وفق الفرضيات المعروضة—أن إنتاج 6 ملايين طن سنويًا يستهلك نحو 106 ملايين لتر من مياه البحر المُحلّاة، وهو أقل من استهلاك قطاع التمور (≈130 مليون لتر) وبفارق كبير عن الطماطم (≈2.7 مليار لتر)، مع التشديد على عدم المساس بالموائد الجوفية. واعتبر أنّ الهيدروجين قد يوفّر عُملات صعبة وخدمات تموين للنقل البحري والبري، شرط جاهزية التحلية واللوجستيك والإطار الاستثماري.
ماليًا، أكّد الدوس أنّ التمويل البنكي متاح عندما تتوفّر الرؤية: فقد موّلت البنوك في 2024–2025 مشاريع تراخيص بما يقارب 550 مليون دينار، وبلغ إجمالي تمويلات القطاع حوالي مليار دينار، بينما يظل التحدّي في طول آجال الاسترداد (10–11 سنة). واقترح تعريفات ذكية تصاعدية في السنوات الأولى لتحسين الجدوى ثم تنخفض لاحقًا.
وفي رأس المال البشري، قُدّر التشغيل الحالي بحوالي 6000 موطن شغل مع قابلية الوصول سريعًا إلى 20 ألفًا، لكنّ فجوة التكوين المهني لا تزال كبيرة. وطُرحت حلول عملية: ربط المدارس التقنية بالمناطق الصناعية، إدراج اختصاصات الكهروضوئي والسلامة، تعزيز اللغات التقنية، وفتح المسارات مع التعليم العالي، باعتبار أن المصانع وحدها قادرة على تحقيق نسبة معتبرة من أهداف 2030 إذا رُفع سقف الضخّ وبُسّط الربط.
على الهامش، تناولت الحلقة هبوط أسعار النفط العالمية (برنت نحو 64–65 دولارًا، وWTI نحو 61)، بما يخفّف فاتورة الطاقة ودعم المحروقات ويُنعش الاحتياطي من العملة، دون أن يُغني عن الإسراع في تنويع المصادر وتعزيز الأمن الطاقي عبر الربط الإقليمي ورفع الإنتاج الوطني من المحروقات بالتوازي مع الانتقال الطاقي.
واختُتمت الحلقة بخلاصة مشتركة: الإقلاع ممكن إذا أُعيد ضبط البوصلة سريعًا نحو الأسطح والتراخيص المتوسطة مع تحديث الشبكة، وحوكمة اللزمات الكبرى والهيدروجين الأخضر، وإطلاق برنامج تكوين وطني موجّه للطاقات المتجدّدة. المطلوب الآن—وفق ضيوف «كلوب إيكو»—قرارٌ تنفيذيّ واضح يحوّل الأهداف إلى ميغاواطات مركّبة وفاتورات مُخفَّضة لدى الأسر والمؤسسات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.