افتتحت اليوم الخميس بتونس، أشغال ندوة دولية بعنوان "مصالح التشغيل العمومية كجهات فاعلة في تعزيز الديناميكية الإقليمية المشتركة، تنظمها على مدى يومين الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل تحت إشراف وزارة التشغيل والتكوين المهني. وتهدف هذه الندوة إلى إبراز سوق العمل الإفريقية كمجال أكثر شمولا وابتكارا واحتراما لمعايير العمل اللائق بالإضافة إلى السعي إلى إيجاد بيئة ملائمة للتنقل المهني وتعزيز الكفاءات، وإرساء شراكات بناءة بين مختلف الفاعلين في افريقيا. وتشكل المصالح العمومية للتشغيل، المتمثلة في الهياكل الرسمية التابعة للدولة والمكلّفة بتنظيم وتنفيذ سياسات التشغيل داخل البلاد، محور هذا الملتقى قصد تعزيز دورها الفعال، كعامل محفز للتلاقي وداعم للحركية وفاعل استراتيجي في مرافقة الكفاءات. وأكد وزير التشغيل والتكوين المهني، رياض شود، في كلمته، خلال افتتاح هذه الندوة، أن القارة الإفريقية، بما تملكه من ثروات طبيعية وطاقات شبابية، تمتلك فرصا مهمة لتحقيق التنمية الشاملة، معتبرا أن التعاون بين دولها أصبح اليوم خيارا استراتيجيا لا غنى عنه في ظل التحولات العالمية والتحديات التنموية المتصاعدة. وأشار إلى أن تكاثف الجهود وتبادل الخبرات والموارد يمكّن الدول الإفريقية من فتح آفاق جديدة للنمو وإيجاد فرص للتشغيل والاستثمار، خاصة عبر دعم التنقل المهني المنظم. كما شدد على أن التعاون جنوب–جنوب في مجال هجرة اليد العاملة يمثل مكسبا اقتصاديا مهما، إذ يساهم في تلبية حاجيات أسواق الشغل بالمهارات المناسبة، ويرفع الإنتاجية ويعزز تنافسية المؤسسات. وبيّن الوزير أن هذا التعاون يتيح أيضا نقل المعرفة والتقنيات، ما يساهم في تطوير قطاعات استراتيجية وبناء نسيج اقتصادي أكثر قوة. وفي هذا الإطار، أوضح أن وزارة التشغيل والتكوين المهني تلعب دورا محوريا من خلال تعزيز الشراكات مع بلدان إفريقية في مجالات التشغيل والتكوين وتنقل الكفاءات وتنمية قدرات الشباب. وشدد الوزير على الدور الأساسي لمصالح التشغيل العمومية في دعم الديناميكية الاقتصادية المشتركة، مؤكدًا التزام تونس "بوابة إفريقيا"، وفق توصيفه، بتعزيز التعاون الإفريقي في مختلف المجالات، وخاصة في التنقل المهني. وختم بتجديد دعوته إلى بناء شراكات داخلية قوية داخل القارة باعتبارها السبيل الأنجع لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والسيادة الوطنية. ويحضر الندوة 150 مشاركا من مختلف البلدان المعنية بالتنقل داخل إفريقيا، من بينهم صناع القرار في مصالح التشغيل العمومية الإفريقية وممثلون عن القطاع الخاص وشركاء اجتماعيون، إلى جانب جهات مانحة ومنظمات غير حكومية، وخبراء من تونس ودول أخرى. ويتبادل المشاركون على مدى يومين، خبراتهم وتجاربهم في المجال، مع العمل على تحديد فرص التعاون في مجال التنقل داخل القارة الإفريقية. كما سيتم تقديم دراسة استكشافية ميدانية أنجزها المركز التونسي الألماني للهجرة والتنمية بعنوان: "مصالح التشغيل العمومية كجهات فاعلة في تعزيز الديناميكية الإقليمية المشتركة"، والتي تحلل الديناميكيات الحالية للحركية المهنية داخل إفريقيا وتحدّد فرص التعاون. وتحتضن هذه الندوة حلقات نقاش، تسلط الضوء على التوجهات والقطاعات الواعدة ودور الخدمات العمومية للتشغيل في تطوير الشراكات، إضافة إلى دعم الشركاء الفنيين والماليين، مع عرض قصص نجاح لإبراز نماذج مميزة وتجارب ملهمة. وتقام هذه الندوة بدعم من المركز التونسي الألماني للهجرة والتنمية (ZME) المكلف من قبل الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) وتنفيذ الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ). تابعونا على ڤوڤل للأخبار