احتضنت مدينة القيروان فعاليات الملتقى الوطني للمطالعة في الوسط الريفي أيام 9 و10 و11 جانفي 2013 ونظمته إدارة المطالعة العمومية بوزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة التربية والمندوبية الجهوية للثقافة بولاية القيروان وكان تحت شعار الأسرة والمطالعة وتضمنت فقراته عدة جلسات علمية من بينها مداخلة بعنوان «المأثور الشفوي حافزا على المطالعة» تعرض خلالها الأستاذ حسن بن سليمان إلى تراجع المأثور الشفوي في الثقافة والممارسة المجتمعية خاصة في الوسط الريفي حامل القيم الاجتماعية مؤكدا على دور المطالعة بوصفها وسيطا في إحياء الروابط الأسرية أما الأستاذ عثمان الأحمدي فقد دعا خلال مداخلته «من المطالعة إلى الكتابة» إلى ضرورة الاستفادة القصوى من ورشات الكتابة الجماعية ومن جهة أخرى تناول الأستاذ نور الدين الشمنقي خلال مداخلته التي كانت بعنوان «المطالعة في الوسط المدرسي» إلى ضرورة تجسير العلاقة بين الأسرة والمطالعة وعلى صعيد آخر تعرض الأستاذ جلال الرويسي في مداخلته التي كانت بعنوان «تطبيقات الواب 2» إلى ظاهرة القراءة الاجتماعية بوصفها وجها تطبيقيا من وجوه الشبكات الاجتماعية. كما تولى الأستاذ عبد الر زاق كمون تقديم مداخلة بعنوان «دور الأسرة في تنمية ميولات القراءة لدى الطفل» رغم محاولة صاحبها الابتعاد عن المنهج الأكاديمي حيث شدد على مركزية دور الأسرة في تعلم الطفل باعتبارها الحاضنة الأولى وتتحمل المسؤولية الكبرى في نمو أو خبو بذرة الشغف بالمطالعة ذاكرا في هذا الصدد وجود «حاءات ثلاث» ضرورية في حياة الأطفال وهي الحليب والحنان والحكاية باعتبارها المدخل الأول للشغف بالقراءة والمطالعة.. وإلى جانب المداخلات تم تنظيم عدة ورشات تمحورت الأول في «تقنيات السرد» وأشرف عليها الأستاذ بلقاسم بلحاج علي والثانية حول «السينما وسيلة من وسائل الترغيب في المطالعة» أمنها الأستاذ محمد البراق في حين تولى الأستاذ الحبيب غزال تنشيط الورشة الثالثة التي كانت بعنوان «من الخرافة العجيبة إلى الانتاج الكتابي في حين تولى الأستاذ الياس الرابحي تأمين الورشة الرابعة التي كانت خاصة بالبرمجية التوثيقية وتم على هامش الملتقى إحداث نواة مكتبتين بالمدرسة الابتدائة براس العيثة وبئر الغرزان بمعتمدية الوسلاتية في إطار تدعيم نواة المكتبات المدرسية وتم توزيع 10 آلاف كتاب وزّعت منها مجموعات على الأطفال بالمدرستين موضوع الزيارة الميدانيّة مع تدعيم المكتبتين المدرسيتين بهما أثناء تقديم عرضين مسرحيين مع حصص تنشيطيّة، وتولتّ قافلة المكتبات المتنقّلة تزويد 4 مدارس أخرى في مرحلة أولى بالكتب والدوريات والجوائز، وستتولّى المكتبة المتنقّلة بالقيروان تزويد 30 مدرسة أخرى بالمناطق النائية في الوسط الريفي في الأيام القادمة بمجموعات هامّة من الكتب والدوريات. وقد اختتمت الدورة بأدراج مجموعة من التوصيات من أبرزها. المطالبة بإدراج الحق في القراءة والمطالعة في نص الدستور القادم. الإسراع بإعادة هيكلة قطاع المطالعة العمومية ببعث ديوان وطني للمكتبات وإحداث مؤسسات جهوية ومحلية للمطالعة تتمتع بالشخصية المدنية والاستقلال المالي تعنى بتسيير الوحدات المكتبية. سن التشريعات الضرورية لتنظيم المكتبات على غرار قانون المطالعة والنظام الأساسي والنظام الداخلي والقانون الأساسي للمهنيين . تطوير خدمات المكتبات المتنقلة وإثراء مجموعاتها بوسائط متعددة وربطها بشبكة الانترنات بعدما تم تزويدها مؤخرا بحواسيب خدمة لمتساكني الأرياف وسن نصوص ترتيبية تنظم عملها وأساليب إدارتها. توحيد جهود مختلف القطاعات المعنية بالكتاب والمكتبات والمطالعة في الوسط الريفي في إطار خطة وطنية للترغيب في المطالعة بمعية الأطراف المعنية من هياكل حكومية وجمعيات. تفعيل الخطة الوطنية لتأهيل قطاع المكتبات العمومية والمطالعة في تونس لمواكبة ما يستحدث في مجال تكنولوجيا المعلومات. دعم جمعيات أحباء المكتبة والكتاب أدبيا وماديا لتساهم من موقعها في تنمية الميل القرائي وترسيخ المطالعة كممارسة ثابتة ودائمة اعتبارا لأهمية مكونات المجتمع المدني في تحقيق التنمية الشاملة. تهيئة فضاءات المكتبات بالمؤسسات التعليمية والثقافية بتكييفها وإثراء أرصدتها وتنويع وسائطها وتحديث تجهيزاتها. تعميم المكتبات المدرسية بالمؤسسات التربوية ودعمها على مستويات التأطير والتجهيز والأرصدة. إصدار مجلة فكرية مهنية تعنى بالقراءة والمكتبات. تخصيص حصص مستقلة للمطالعة في البرامج المدرسية لإعطائها مزيدا من العناية. التعاون مع كل الفاعلين في هذا المجال وذلك بسن قوانين تدعو وتؤسس لمثل هذا التعاون. الانفتاح على تجارب الآخر للإثراء من خلال زيارات ميدانية للمؤسسات من قبل المربيين والتلاميذ. التعاون مع وسائل الإعلام لتقريب الكتاب من التلميذ وتطوير مثل هذه الأنشطة. دعوة كل المتدخلين من مربيين ومبدعين وناشرين إلى إيلاء مسألة أدب الطفل مزيدا من الاهتمام وذلك ضمن خطة مبرمجة تأخذ بعين الاعتبار مضامين وميولات هذه الشرائح العمرية لجعل المطالعة وسيلة دمج هذه الفئات في الحياة الاجتماعية.