الزعيم الليبي معمر القذافي لم يستفد أي شيء مما حدث في تونس ومصر ، حيث تكررت الأخطاء ذاتها بل وخرج أيضا نجله سيف الإسلام ليتوعد المحتجين ويخيرهم بين التراجع أو القتال. ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد حاول سيف الإسلام أيضا ضمنيا تهديد الغرب وخاصة أمريكا من عواقب أية إدانة لما يحدث في بلاده بالحديث حول أن تقسيم ليبيا واندلاع حرب أهلية فيها يعني حرق آبار النفط وبالتالي عدم استفادة أي طرف منها سواء في الداخل أو الخارج . ورغم أن البعض قد يرى في حديث سيف الإسلام عن بعض الإصلاحات خطوة جيدة ، إلا أن ما يجمع عليه كثيرون أن تصريحاته جاءت غاية في الاستفزاز لدماء الشهداء الذين سقوط في الاحتجاجات ليس فقط لأنها لم تتضمن اعتذارا لهم وحملتهم جزءا من المسئولية بل لأنها جاءت أيضا مغلفة بتهديدات وحملة ترهيب لا حصر لها تقوم على الاختيار بين إصلاح توافقي أو حرب أهلية واستعمار جديد و اتهم سيف الإسلام القذافي المصريين والتونسيين صراحة بالطمع في بترول ليبيا، محذراً الشعب الليبي من أن ميليشيات من البلدين الجارين لليبيا موجودة في شوارع المدن الليبية وتساهم في إشعال ما أسماه ب"الفتنة"، وأنهم" ح يقسموا البلد بينهم". وكانت وكالة الانباء الليبية الرسمية قد قالت إن قوات الأمن قد قبضت على عشرات من التونسيين والمصريين "المدربين" على خلفية مشاركتهم في "الفتنة". وهذا بعض ما جاء في كلمته: "نطالب بحل أخير ونهائي قبل ان يحتكم الليبيون كلهم إلى السلاح الذي أصبح في متناول الجميع وسنبكي على مئات الآلاف من القتلى نحن أمام مفترق طرق وأمام قرار تاريخي، وعلينا ان نختار الإصلاح بدلا من الفوضى ليبيا ستكون لمدة 40 سنة بلا تعليم وبلا صحة اذا استمر الوضع ولن تجدوا من يعيد البناء في البلد في هذه اللحظة تجوب الدبابات شوارع بنغازي وفيها مدنيون وليس الجيش بعد أن تم الاستيلاء عليها ليبيا تعيش فتنة كبرى، وتهديد للوحدة الوطنية سقوط القتلى أجج المتظاهرين في بنغازي كان هناك خطأ من الجيش في بنغازي، والجيش غير مدرب على قمع الشغب هناك أخطاء من الامن والمتظاهرين الحديث عن عدد القتلى مبالغ فيه هناك أشخاص ووكالات أنباء تبالغ في الحديث عن ما يجري 3 مجموعات تقف وراء ما يحدث، وهي مجموعات منظمة، ومجموعة ثانية هي جماعات إسلامية والإسلام منها براء، وقد هاجموا معسكرات الجيش وأعلنوا إمارة إسلامية، أما المجموعة الثالثة فهي أطفال ومن يتعاطون المخدرات وأشخاص متعاطفون. اعتقلنا عشرات العرب من العمال وتم صرف الملايين عليهم من قبل البعض لاثارة الفتنة في ليبيا. هناك مجموعات تريد أن تكون دولة في شرق ليبيا، وهناك من يريد تشكيل حكومة في بنغازي الإعلام الرسمي لم يغطي الأحداث وهذا كان خطأ، واستغل الاعلام العربي الأحداث وأصبح مصدرا للمعلومات غير الصحيحة والشائعات فئة "البلطجية" مستفيدة من ما يجري في ليبيا، ومن مصالحهم أن تنهار الدولة وينهار القانون، وهم يريدون أن يعيثوا فسادا. ليبيا ليست تونس ومصر، وهي قبائل وعشائر وتحالفات، ولا يوجد مجتمع مدني وأحزاب. البترول هو من وحد ليبيا وهو في وسط البلد، والجميع يعتاش منه، وعندما يحدث انفصال لن يكون هناك قدرة على إدارة البترول في ليبيا المجرمون سيحرقون البترول، ولن يستفيد منه أحدا تونسيون ومصريون سيقاسمونكم ثرواتكم ما يحدث بالغ الخطورة، ولا نريد العودة إلى أيام الفقر، وانهيار التعليم والصحة. سنضطر للهجرة من ليبيا لأنها ستصبح فقيرة اذا استمر الوضع على "ما هو عليه واقترح على الشعب الليبي الحل التالي "غدا نقوم بمبادرة تاريخية ووطنية لعقد مؤتمر شعبي عام بأجندة واضحة لإقرار مجموعة من القوانين للصحافة والمجتمع المدني، وتشكيل لجنة لوضع دستور جديد للبلاد، وبالتالي بدل الانفصال يرجع الحكم المحلي إلى ليبيا، وكل منطقة تختار من يسير أمورها، ويكون هناك حكم مركزي محدودي، وبالتالي نتحول من الجماهيرية الأولى إلى الجماهيرية الثانية، ونلتقي على ليبيا جديدة، بنشيد جديد. وأمام استعدوا للدخول في مواجهات وحرب أهلية وتدمير النفط والغاز وانتشار الفوضى، وتنسوا تعليم أبنائكم وصحتهم، وكذلك استعدوا لاستعمار جديد، وأوروبا وحلف الأطلسي لن يقبلوا بإمارة إسلامية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وأبشركم بالاساطيل الأميركية التي ستحتل البلد فهي لن تسمح أن يذهب للإسلاميين، ولن يسمحوا أن تصبح ليبيا مصدرا للإرهاب"