دعا الزعيم الليبي معمر القذافي في رسالة منسوبة إليه بعث بها إلى الكونغرس الأمريكي إلى وقف الدمار وإطلاق النار والجلوس للتفاوض لإيجاد مخرج سلمي للأزمة في ليبيا. وقال القذافي في "رسالته المزعومة" المؤلفة من ثلاث صفحات: "أناشدكم كديمقراطية عظمى، مساعدتنا على تحديد مستقبلنا كشعب". ووصف القذافي في "رسالته" الحملة الجوية للناتو بأنها "تدخل سافر وغير مشروع فيما هو في الأساس حرب أهلية ليبية". كما قال القذافي في الرسالة التي تلقت شبكة "سي ان ان" نسخة منها من مكتب رئيس مجلس النواب جون بوينر: "دعونا نتوقف عن التدمير والبدء في مفاوضات لإيجاد حل سلمي ليبيا". ورجح مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية في حديث للشبكة أن تكون الرسالة من القذافي، مضيفاً: "لكن من الواضح لم يكتبها هو لأنها ليست غريبة بما يكفي". وأشار الى أن هدف الرسالة مبهم. وبدوره قال الناطق باسم رئيس مجلس النواب المريكي مايكل ستيل: "إذا كانت هذه الرسالة غير المترابطة حقيقية فهذا يشدد على مطالب رحيل القذافي، لكن ليس هناك اتفاق في هذا الشأن. ولهذا يتساءل الأمريكيون، والبيت الأبيض يرفض الإجابة - عن دواعي التزام الإدارة بموارد أمريكية في حملة الإطاحة به ليس بهدفها". وعلى الرغم من أن الحملة الجوية القائمة منذ ثلاثة أشهر مازال العقيد الليبي يتشبث بالسلطة متحملا القصف الجوي الذي ازدادت كثافته في الفترة الأخيرة. كما تواصل كتائب القذافي عملياتها العسكرية ضد الثوار، ففي يوم الجمعة حاولت تلك الكتائب التقدم داخل مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار. ووقعت على أطراف المدينة معارك ضارية بين الجانبين استمرت حتى الساعات الأولى من السبت، وأسفرت عن سقوط 31 قتيلا وعشرات الجرحى. وفي هذه الأثناء تحاول بعض الدول، ومنها روسيا وتركيا إيجاد مخرج من الأزمة الليبية ووقف إراقة الدماء. وفي موسكو أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفريقيا ميخائيل مارغيلوف أنه يعتزم زيارة طرابلس للقاء رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي ووزير الخارجية عبد العاطي العبيدي. وقال مارغيلوف إن روسيا مستعدة لتقديم "خارطة طريق" لتسوية النزاع في ليبيا بعد زيارته لطرابلس. وقام مارغيلوف بزيارة إلى بنغازي الأسبوع الماضي حيث عقد مباحثات مع قادة المجلس الوطني الانتقالي. وفي أنقرة أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا عرضت على القذافي ضمانات مقابل مغادرة ليبيا. وقال أردوغان في تصريح لمحطة تلفزيونية تركية "ليس أمام القذافي خيار سوى مغادرة ليبيا مع منحه ضمانات". وأضاف أن تركيا عرضت المساعدة في انتقال القذافي إلى أي مكان يرغب في الذهاب إليه، مشيرا الى أن الأخير لم يرد على هذا العرض. وذكر أن تركيا ستناقش المسألة مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي اعتمادا على رد القذافي.