أينما تولي وجهك تجده أمامك يبتسم .. رفيقة دربه بجانبه في كل الصور .. هي أيضا الابتسامة على وجهها ترتسم .. معلقات في كل مكان تذكرنا بأساليب التجمع في العمل و التفكير في وجود الزعيم الأوحد منقذ الوطن .. هذا باختصار ما يقوله كثيرون ممن يستغربون من معلقات الحزب الديمقراطي التقدمي الاشهارية و المتمثلة في صور ثتائية لزعيمي الحزب نجيب الشابي و مية الجريبي .. صور في حقيقه الأمر تذكر بالثنائي بن علي و ليلي و تشير على ما يبدو إلى رغبة الحزب في إحياء ممارسات وطرق قديمة . لم يكتفي الحزب الديمقراطي التقدمي بالأخطاء التي ارتكبها نجيب الشابي أيام حكومات محمد الغنوشي .. الشابي الذي وقف ضد الاعتصامات الرافضة للتجمعيين .. الشابي الذي دافع عن بقايا التجمع في الحكومات آنذاك .. الشابي الذي عارض بشدة فكرة حل التجمع ووو... ها هو الحزب الآن و كأنه يصر على أن يخيب آمال الكثير من التونسيين فيه بتبنيه لممارسات تجمعية صرفة من خلال حشد الناس في الاجتماعات بالحافلات و استعمال شعارات خشبية شبيهة بشعارات خيار المستقبل , صانع التغيير و أوفى الأوفياء من قبيل المستقبل يبدأ الآن و أيضا من خلال نشر و توزيع صورة اشهارية تعيد إلى أذهاننا ذكريات نوفمبرية . هذه الصورة التي تجمع نجيب الشابي بمية الجريبي و التي نجدها تقريبا في كل مكان أثارت جدلا كبيرا و في الوقت الذي يراها نجيب الشابي طريقة عادية للتعريف بالحزب هناك من يقول أنه لا يمكن اختصار و تلخيص الحزب فقط في شخصين فذلك يقلل من حجم الحزب و تاريخه النضالي . الواضح أن هذه الصورة ليست لغاية التعريف بالحزب فمية الجريبي أو أحمد نجيب الشابي ليسا الحزب و بالتالي فإن هذه الصور لا يمكن سوي أن تندرج ضمن عملية اشهارية و حملة انتخابية يؤكد منصف المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية أنها غير قانونية لأن الحملات الانتخابية مقننة و تبدأ في وقت محدد . إن ممارسات الحزب الديمقراطي التقدمي فتحت الباب أمام الشكوك و التأويلات فوقع توجيه العديد من الاتهامات إلى الحزب كنا نظنها في البداية تحاملا و أحكاما مسبقة و محاسبة لنوايا حزب لا يمكن لأحد أن يشكك في نضاله لكن عندما يصدر الاتهام من الداخل يجب التوقف و مراجعة الذات و إصلاح الأخطاء قبل فوات الأوان فما قاله محمود الغزلاني الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي في ولاية سيدي بوزيد من أن نجيب الشابي يستقطب رجال أعمال من بقايا التجمع و أن الحزب صار مرتعا لبقايا النظام البائد يؤشر على دخول هذا الحزب العريق في نفق مظلم ليس في نهايته نور بل مزيد من الظلمة عنوانها خسارة كبيرة من الناحية السياسية و لا نرجو سوي أن يفاجئنا هذا الحزب بعكس ما ذهبنا إليه فنحن في أمس الحاجة إلى المنافسة الفعلية بين الأحزاب ليقترح كل من جهته البرامج و الإصلاحات و كل ما فيه خير للبلاد . حسان لوكيل Who Is Who: Ahmed Néjib Chabbi