رغم الأحداث المؤلمة التي جدت مؤخرا في المتلوي إلا أن الحزب الديمقراطي التقدمي مصرّ على بعث الفرح و البهجة في نفوس التونسيين و إدخال الابتسامة عليهم مهما كانت الوسائل فبعد إسعاد الأطفال بتنظيم رحلات لملئ قاعات الاجتماعات و بعد تلك المعلقة الاشهارية التي تجمع أبرز قياديين في الحزب في أحضان ألوان متناسقة و جذابة تسر الناظر إليها ها هو الحزب هذه المرة يجود علينا ببيانات و ندوة صحفية يمكن تنزيلها في قالب نكتة من دون شك أسالت و ستسيل الدموع ضحكا و في نفس الوقت ألما على حال الأحزاب في تونس . في البداية أصدرت الأمانة الوطنية للشباب الديمقراطي التقدمي بيانا تحدثت فيه عن تعرض عضوه بالحزب تدعى وفاء جوة إلى اعتداء بالعنف أدى إلي كسر يدها و بحسب البيان فإن ذلك تم من طرف شخص اسمه فوزي قال إنه ينتمي لحركة النهضة . بعد هذا البيان عقد الحزب الديمقراطي التقدمي ندوة صحفية بحضور مية الجريبي كما أصدر المكتب السياسي للحزب بيانا آخر للتنديد بما وقع تسميته استخدام العنف الشديد و محاولات جر البلاد إلى العنف و لتحميل حركة النهضة مسؤولية ذلك و لسنا هنا نستكثر على حزب عريق مثل الديمقراطي التقدمي أن يعبر على مواقفه لكننا نعيب عليه تسرعه في توجيه الاتهامات إلى حركة النهضة فليس كل من يؤدي الصلاة نهضويا و ليس من يكثر من الاستغفار نهضويا و ليس الملتحون والمتحجبات بالضرورة من النهضة و ليس كل من ينتقد الحزب الديمقراطي التقدمي من النهضة و و و.. يبدو أن الحزب الديمقراطي التقدمي يعانى مما أسماه البعض نهضوفوبيا ففي الوقت الذي نحتاج فيه إلى حزب بحجم الديمقراطي التقدمى ليقدم الحلول و الاقتراحات و يضع ركائز الوفاق لمجابهة ما نعيشه من مصاعب و خلافات ها هو و كأنه يؤسس لفتنة لا تقل خطرا عن تلك التي تسببت في أحداث المتلوي .. فتنة عنوانها حركة النهضة رأس الشيطان و ليس غريبا أن يرى البعض حركة النهضة شيطانا يتربص بهم و بثورتهم فذلك من مخلفات الديكتاتورية و مخلفات الفزاعة التي رسخها بن علي لكن المؤلم هو أن يتمسك الحزب الديمقراطي التقدمي الذي لا يمكن التشكيك في تاريخه النضالي بحمل مشعل التخويف و الترهيب من الإسلاميين باستعمال طرق صبيانية فمتى ستنضج أحزابنا السياسية و متى ستغلب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية ؟