خلّف اعلان عبد الفتاح مورو انسحابه النهائي من حركة النهضة و اعتزامه تقديم ترشحه لانتخابات التأسيسي كمستقل في اطار التحالف الوطني الديمقراطي العديد من التساؤلات عن حقيقة هذا الانسحاب , دوافعه وأسبابه خاصة وأن هذا الاعلان تزامن تقريبا مع انطلاق المهلة المخصصة لتقديم الترشحات لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي و التى تتواصل من 1 سبتمبر الى غاية 7 من نفس الشهر. هناك من يعتبرون الى الآن أن حركة النهضة حركة دخيلة على المشهد السياسي التونسي فنزعوا الى التهجم عليها بقراءة سطحية وانطباعية لانسحاب مورو من الحركة معتبرين أن هذا الانسحاب و ما صاحبه من تصريحات هو نتيجة حتمية لسياسات الحركة الاقصائية و عدم تعوّدها على الممارسات الديمقراطية و خلصوا الى أن الحركة تعيش هذه الفترة أزمة قيادة في ظل صراع داخلي بين تيار معتدل و آخر متشدد. عبد الفتاح مورو استغرب هذه القراءة للأحداث و أكد في اذاعة موزايك الخميس 1 سبتمبر أن بعض تصريحاته نُشرت في غير سياقها و أكد أيضا أن ما يصدر عنه من أقوال و أفعال انما يتنزل في اطار المنافسة السياسية الشريفة . بعيدا عن التهجم على حركة النهضة و تصويرها على أنها الخطر الوحيد المحدق بالبلاد فإنه لا يمكن استبعاد فكرة أن انسحاب الشيخ عبد الفتاح مورو من حركته الأم و دخوله في تحالف مع شخصيات مستقلة و عدد من الأحزاب يمثل مسرحية أو بالأحرى استراتيجية نهضوية لتوفير فرص التحالف بعد الانتخابات و تحصيل أكثر عدد من المقاعد. مهما كانت حقيقة انسحاب مورو من حركة النهضة فذلك لن يقلل من قيمة الحركة و من ثقلها السياسي و من قاعدتها الجماهرية كما لن يضر الشيخ مورو في شيئ فهو قادر على النجاح داخل و خارج أي حركة أو حزب خاصة أنه من أكثر الشخصيات التى ارتفعت أسهمها بعد الثورة في قلوب التونسيين فهو ليس كغيره من السياسيين فقد استطاع أن يجمع بين السياسة و القانون و التنشيط و الدين و لايعنى ذلك أن تونس الثورة سيحكمها شخص واحد أو حزب واحد فتونس قد أصبحت للجميع و يبقى الرهان في قادم الأيام انجاح الانتخابات لا من يفوز بأكبر نسبة من أصوات الناخبين.