لا تزال وزارة العدل شأنها شأن المجلس الأعلى للقضاء من بين أبرز نقاط ضعف الحكومة الحالية التى للأسف لم تنجح الى حد كبير في اكتساب ثقة الشارع و لعل فرار السيدة العقربي في أواخر شهر جويلية و الافراج عن عبد الحميد الزواري و البشير التكاري في مطلع الشهر الماضي عمّقا الشكوك في نزاهة مؤسسة العدالة في البلاد و أيضا في جدية الحكومة في تطهير المنظومة القضائية و محاسبة رموز الفساد و مثول التكاري مجددا الخميس 8 سبتمبر 2011 أمام قاضي التحقيق لن يزيد و لن ينقص ثقة التونسيين في المؤسسة القضائية شيئا. الأمر لا يتعلق فقط بالمحاسبة و التطهير فالتعيينات القضائية و الحركة القضائية و مشروع القانون الأساسي للقضاة تعتبرها جمعية القضاة التونسيين ولاءا لمنظومة الفساد و تمسكا بها و فيما يتعلق بالتعيينات فقد أكد رئيس الجمعية أحمد الرحمونى في الندوة الصحفية التى عقدتها الجمعية يوم الثلاثاء 6 سبتمبر 2011 على أن المجلس الأعلى للقضاء الحالى ليس شرعيا لذلك يجب أن يشرف على التعيينات مجلس منتخب من طرف القضاء أنفسهم. فيما يتعلق بالحركة القضائية أكد أحمد الرحموني أنها خدمت مصالح رموز الفساد و اعتبر أن اعادة النظر في هذه الحركة أمر ضروري فقد تم خلالها حسب ما جاء على لسانه ترقية قضاة كانوا قد تورطوا في محاكمات غير نزيهة و ذكر في الاطار نفسه أن القضاة المتورطين في الفساد يفوق ال 100 وقال ان الجمعية تعرف أسماءهم . في خصوص مشروع القانون الأساسي للقضاة اعتبرته نقابة القضاة قانونا هزيلا على أساس أنه يكرس تبعية السلطة القضائية للسلطة التنفيذية و يتنافى الى حد كبير مع استقلالية القضاء فهو فقط صياغة جديدة لقانون قديم و هذا الموقف كان موقفا شبيها بالموقف الذي اتخذته جمعية القضاة . يبدو اذا في ظل كل ذلك أن طريق الوصول الى قضاء مستقل طريق ملىء بعراقيل تضعها بقايا النظام الفاسد التى ترفض المحاسبة و تعمل جاهدة على اعادة بناء المنظومة القديمة لكن في المقابل هناك بالتأكيد من يدرك أهمية ارساء اجهزة قضائية عادلة و يمكن في هذا السياق أن نذكر ما قاله رئيس الوزراء البريطاني تشرشل خلال الحرب العالمية الثانية الذى عندما جاءوه وزراؤه يعلمونه بأن جيوش هتلر على مشارف لندن سألهم عن حال العدالة في بريطانيا فأجابوه بأن العدالة بخير فقال لهم أنه ما دامت العدالة قائمة في بريطانيا فسيستميت الشعب في الدفاع عن هذا الوطن فهل من مستوعب لما قاله تشرشل ؟؟؟ و الى ذلك الحين تظل أزمة القضاء متواصلة.