يبدو أن كلام الإعلامي المثير للجدل برهان بسيس قد لاقى تفاعلا كبيرا من قبل المتابعين ولكن ما شد المشاهد فعلا هم الشخصيات السياسية والإعلامية التي ذكرها "بسيس" والتي يمكن تصنيفها إلى شخصيات موالية ولو بالكلمة إلى الدكتاتور تتزلف إليه وتتمسح على بلاطه وشخصيات أخرى وقفت موقفا بطوليا ضد النظام السابق ولم تضعف أمام ترغيبه وترهيبه. في الصنف الأول نجد الإعلامي الشهير "لحبيب جغام" احد رباعي برنامج بلا مجاملة وأخ المذيع الشهير صالح جغام "لحبيب جغام" صدم التونسيين بحجم تقربه من الدكتاتور وذلك حسب كلام برهان بسيس فالأخير قال إن جغام كان يستقبل المخلوع بن علي في افتتاح مهرجان اوسو قائلا "مرحبا بالوجه الصبوح والقد المياس تزقزق لك العصافير واوسو يخرج لك مبتسما" كل ذلك حسب تصريحات العارف بدواليب السياسة والسياسيين والإعلام والإعلاميين برهان بسيس. الحبيب جغام هو الآن من الثوريين الجدد ويؤثث برنامجا يتحدث عن الثورة وأهدافها على المستوى الاجتماعي والثقافي ويصدح علينا بخطب عن القيم والمبادئ ويلعن كل يوم من كان يتغنى به. الشخصية الثانية التي ذكرها برهان بسيس هي الفنانة لطيفة العرفاوي التي تنكرت حسب بسيس لولي نعمتها وأصبحت تقدح في المخلوع بعد سقوطه وتشكو للمصريين مصاب تونس من جرائمه... ياللعجب. هذه العينات من الشخصيات الوصولية ليست الوحيدة طبعا فمجتمعنا زاخر بالثوريين الجدد ذوي السوابق في مجاملة ومحاباة المخلوع لكن هذا لا يمنع من أن مجتمعنا فيه شخصيات سياسية وحقوقية بقيت على مبدئها ولم تخضع لضغوطات النظام السابق وقد ذكر بسيس رئيس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية "المنصف المرزوقي" الذي طالب صراحة قبل حتى قيام الثورة بإسقاط بن علي نفس الشيء بالنسبة لطارق المكي. ولم ينسى برهان بسيس شخصية نسائية مناضلة رفضت الخضوع والاستكانة ونقصد "نزيهة رجيبة" او "أم زياد" وقد قدم بسيس التحية لها وقال عنها "إنها الشخصية الوحيدة التي لم تظهر في الصورة ولم تتهجم على شخص بن علي بعد الثورة رغم عدائها له". ما ذكرهم بسيس من الأحياء لم ينسيه أن يذكر من استشهد من اجل قضيته ونقصد هنا القيادي في حركة النهضة "الهاشمي المكي" الذي توفي نتيجة الإهمال الصحي والتعذيب في السجون التونسية وقال بسيس عنه "كلما أشاهد مقطع الشهيد الهاشمي المكي وهو يحتضر اشعر بتأنيب الضمير" هذه أنواع من الشخصيات التي ذكرها الإعلامي برهان بسيس كل شخصية لها قيمها ومبادئها وزلاتها وهؤلاء عينة من مجتمع يزخر بالمناضلين والوصوليين.
