الأستاذ عبد الفتاح مورو شخصية مثيرة للانتباه , لديه قدرة عجيبة على الاقناع وجرأة نادرة ليقول كل الكلام فلا يبتلع نصفه خشية من الخصوم. نشأ في حضن حركة النهضة التي كان واحدا من مؤسسيها وهاهو اليوم يقف منافسا لها فهل سيكسب الرهان؟ جريدة الأخبار حاولت البحث عن الاجابة من خلال هذا الحوار. تترشح مستقلا فما هي حظوظك للفوز بمقعد فى التأسيسي ؟ حظوظى تتشابه مع بقية المترشحين المستقلين .. والحقيقة أنها ليست متساوية مع الأحزاب ومع ذلك فالانجاز المتحقق بالنسبة لى هو المشاركة فى حد ذاتها ..فإن فزت مرحبا , وان فشلت ليست نهاية العالم .. ولعل ماهو مميز فى هذا الاستحقاق الذي يخضع بشكل غير مسبوق لقواعد الديمقراطية أن المشاركين فيه جميعهم مستفيدون ذلك أن الفائزين سيتولون الحكم وأما البقية فسيحتشدون في معارضة حقيقية لا شك أن لها دورها فى رسم معالم تصريف شؤون البلاد مستقبلا .. هل لديك تمويل مادى لخوض هده المغامرة ؟ إلى حد الآن رصيدي التمويلي صفر .. وكل ما أتسلح به مو محبة بعض الناس لي وثقتهم فى أفكاري في حين لا أزال في انتظار الحصول علي تمويل حكومي وحقيقة لا يوجد ممولين لى وكل ما قمت به إلى حد الآن هو طبع ملصقات مصدره التبرعات .. وأعلم يقينا أن ذلك لا يكفي لكنني أخجل من البحث عن التمويل والواضح أنني لست متهيأ نفسيا لتلك المسألة .. علام تعول فى مواجهة النهضة ؟ شاءت الظروف أن لا أكون في النهضة التي أعتبرها منافسا جديا لى ذلك أنني لا أمتلك الأسلحة لمواجهتها فلا جهاز ولا إدارة لدي مثلما يوجد في أي حزب .. أنا فرد أخوض غمار معركة صعبة بالتأكيد بإمكانيات معدومة مثل بقية المستقلين رصيدي فى ذلك الاتصال المباشر بالناس. صرحت بان جماعة النهضة لعبوهالك فماذا تقصد ؟ طبعا لا يجب أن يكون الفهم سلبيا .. فتصرف النهضة كان حكيما حيث جهزوا لي فى دائرة تونس منافسين من الحجم الثقيل هما فيل نهضوي ووجه نسائي حداثوي لكنني أعول دائما على قدراتي الشخصية فى استقطاب الأغلبية التي لم تقل كلمتها بعد وألتقى معها فى بعض الأفكار والتوجهات.. هل تخشى منافسة النهضة فقط؟ بالتأكيد لا... فهناك أحزاب عتيدة تخوض غمار المنافسة ولها الحظوظ الكاملة فى الفوز .. لكن بعضها بصدد ارتكاب أخطاء يمكن أن تؤثر سلبا على شعبيتها .. هذا فضلا عن وجود أحزاب أخرى على هامش السيرة /داخلين الساحة لا حلاس لا غطاء راس / وهذه الأحزاب رغم أن لها الأحقية فى التواجد فإنها تضيق من آفاق المشهد السياسي. لو توضح أكثر المقاصد من كلامك؟ . بعض الأحزاب لا برامج واضحة لها وهناك من يستعين بشخصيات معروفة سواء فى الرياضة أو غيرها وهي لا تدرك أننا أمام اختيار سياسي وليس اختبار شهرة وذلك الأمر يقتضى حضور ليس مستحدثا وكثيرا من التجربة والمصداقية.. هل تقصد أن الأحزاب بما فيها النهضة ماضية في الطريق الصحيح؟ المشكل الأساسي للأحزاب أنها لم تشتغل على تنقية المناخ السياسي قبل الانتخابات لضمان الشفافية وذلك عبراتفاق يتيح للاستحقاق المنتظر حظه من التوفيق.. كما أن الأحزاب لم تلتزم باعداد برامج متعلقة أساسا بالموعد الانتخابي (صياغة الدستورواختيارنوع الحكم) .. فهي للأسف منشغلة باللهث وراء مقاعد المجلس التأسيسي والصراع عليها ولذلك تستعرض برامج تنموية واقتصادية بما يشبه فرض الوصاية المسبقة والتمويه والمغالطة واهدار الوقت في الحديث عن مواضيع سابقة لأوانها .. هنالك حديث عن غموض وتلكؤ في تطبيق العفوالتشريعي العام ؟ العفو التشريعي صار حقيقة واقعة غير أن الآليات التي تسمح لأي كان بأن يتمتع به تتطلب تحركا من الأشخاص المعنيين للقيام بالإجراءات اللازمة.. فليس معقولا أن تبحث الإدارة عنهم وتدعوهم للقيام بالإجراءات القانونية حتى يتمتعوا بالعفو .. تعرضت إلى عديد المظالم, فهل أصدرت عفوك ونسيت ما عانيته سريعا من الصعب أن أنسى ما تعرضت إليه من ظلم وإقصاء وتهميمش وتضييق على حريتي وجميع الإساءات التي طالتني والتي استهدفت حتى حياتي الخاصة ومن ذلك أنهم افتعلوا ذات مرة حكاية وجود عشيقة لي وسعوا إلى تلويث سمعتي .. كما حرمث لسنوات من جواز سفري وكثيرا من حقوقي الأساسية.. وأذكر أنهم أوصدوا حتى باب المسجد أمامي عندما سعيت للاحتفال بعقد قران ابني .. فأفسدوا فرحتي .. وقد لا يتسع المجال لذكر كل ما تعرضت اليه من مظالم لا يزال أثرها محفورا في ذاكرتي لكنني عفوت عن كل من أساء إلى سواء عن قصد أو في إطار تنفيذ الأوامر .. وقد قمت بتلك الخطوة منذ زمن حتى أنني قلت للسجانين وأنا أغادر السجن /السماح دنيا وآخرة/. هنالك من هاجمك على الفايسبوك بسبب دفاعك عن الهادى الجيلاني فما هوموقفك؟ الهادي الجيلاني صديق دراسة منذ عقود وقد لجأ لي كرجل قانون فدافعت عنه من منطلق مهني وأثبت بالحجة والدليل أن بعض أملاكه ورثها عن والده لا أكثر ولا أقل .. لكنني فوجئت بهجوم حاد على الفايسبوك فهناك من قال إنني قبضت مائة مليون وآخر ضاعف المبلغ إلى مائتي مليون وهو ما يعد هراء يقف وراهءه حتما خصوم يقصدون الإساءة إلى لكنني لا أعيرهم اهتماما .. الى متى ستستمر القطيعة بينك وبين النهضة ؟ حركة النهضة ساهمت في تأسيسها و لم تصل علاقتي بها أبدا إلى مستوى القطيعة وكل ما في الأمر أنه توجد خلافات بيننا معلومة لدى المتابعين للشأن السياسي وأنا لا أستبعدها من دائرتي, فالباب يبقى مفتوحا للتواصل معها مجددا متى زالت الخلافات التي أشرت إليها .. حاوره جمال البرقاوي