يبدو أن الحرب الفكرية والإيديولوجية بين اليمين واليسار بدأت قبل اقل من أسبوعين من انتخابات المجلس الوطني التأسيسي فبعد فيلم نسمة المثير للجدل ظهرت على الفايسبوك ومضات اشهارية بدأت من الطرف العلماني ورد عليها في الحال الطرف الإسلامي. المقاطع تمثلت بعرض امرأة محجبة وشيخ وعجوز /فيديو 1 و2/ يعانون من الدكتاتورية الدينية لأنهم خدعوا بالأحزاب ذات المرجعية الإسلامية ويتمنون العودة إلى ما كانوا عليه وينتهي المقطع "بياحسرة عليك ياتونس" مع نغمات حزينة , كما ما راج على الفايسبوك النسخة المعدلة صوتيا/فيديو 3/ والتي تظهر فيها نفس الشخصيات وهم يعانون من التطرف العلماني والائكي ويتحسرون على الأيام التي كانوا يطبقون فيه دينهم وطقوسهم دون خوف من العلمانيين الذين يقمعونهم وتنتهي المقاطع بنفس الجملة "يا حسرة عليك يا تونس" مع نفس النغمات المحزنة. لا للتطرف الديني ويبدو أن العمل الذي روجته جهات معينة قد انقلب عليهم فالمقاطع الإسلامية كانت أكثر رواجا وتأثيرا بحكم سيطرة هذا الطرف على صفحات كثيرة من الفايسبوك وبحكم المعرفة المسبقة بالوقت الذي ستنزل فيه تلك المقاطع وكلنا نتذكر الوثيقة التي خرجت قبل أشهر على الفايسبوك وتقول أن جمعيات نسوية وأحزاب يسارية ستقوم بعرض فلم ومقاطع اشهارية مسيئة للطرف الإسلامي وقد كذب الكثيرون الخبر واعتبروه مؤامرة سخيفة والآن بدأت تظهر صحته. لا للتطرف الديني: فيديو 2 أصلية وفي كل الأحوال فان هذه المقاطع وهذا الفلم الذين انفق من اجلهم الملايين انعكس على من أراد إيصال أفكار معينة قبل الانتخابات فالجميع استنكر هذه التصرفات التي تجاوزت الصراع الإيديولوجي لتضرب العقيدة الإسلامية للتونسيين مما أثر سلبا على حملتهم وهو ما لم يكن يتوقعه الطرف اليساري نفسه. لا للتطرف اللاييكي: فيديو 2 معدلة سوء التوقيت اضر بأصحاب الفكر الائكي وأظهرهم معادين لمقدسات التونسيين ولم ينفع الإعلام التقليدي البصري والسمعي والمقروء المطعون أصلا في مصداقيته من تجميل الصورة ومحاولة تزوير الحقائق وإظهار أن هنالك متشددين وسلفيين ضد حرية التعبير فالذي ظهر على السطح هو إدانة كاملة من قبل الشعب التونسي لمن يريد استهداف عقيدته وكلنا شاهدنا المظاهرات في كافة تراب الجمهورية وردود الأفعال المقاطعة لمن يشوه المقدسات طالت حتى الجمعيات الرياضية. لا يسعنا إلا أن ندعو الجميع إلى إعمال العقل والابتعاد عن الاستفزاز لان الثورة التي قام بها التونسيون كانت لتحسين وضعياتهم الاجتماعية والاقتصادية وتحريرهم من العبودية لا ضرب الهوية بعشرات الملايين من اليوروهات كان من المستحسن صرفها على العاطلين عن العمل .