تواصل الاحزاب السياسية تقديم برامجها الانتخابية استعدادا لخوض انتخابات المجلس الوطني التأسيسي و سط أجواء مليئة بالمفاجئات السياسية و البرامج الحزبية التي تثير استغراب المواطن التونسي من ناحية الوعود المقدمة التي يغلب عليها الخطاب الحسي و مخاطبة المشاعر و الامنيات و يغيب فيها الخطاب السياسي العقلاني و الواقعي لمتطلبات الثورة و طموحات صانعيها بما يتماشى مع امكانيات البلاد المادية و الاقتصادية. فمن بين الاحزاب التونسية التي أثارت برامجها انتقادات واسعة في الساحة التونسية و أصبح برنامجها الانتخابي محل دعابة و فكاهة و تندر لدى التونسيين نجد حزب الانفتاح و الوفاء او ما عرف شعبيا بحزب "بو بلاش" فهذا الحزب سيقدم للتونسيين جميع المرافق المعاشية بلوشي و سيتكفل حتى بمصاريف الزواج و السكنى و الصحة و حتى فواتير الاستهلاك فالمواطن عنده يفضل وهما مطمئنا على حقيقة مؤلمة. فرغم الانتقادات الشديدة التي وجهت لبرنامج هذا الحزب ما يزال السيد البحري الجلاصي رئيس الحزب يجلس في برجه العاجي و يواصل تقديم النكت الانتخابية عله ينقذ البلاد من مغبة انتخاب جميع الاحزاب التونسية دون الاستثناء التي يصفها "بالعميلة و المتواطئة و المصلحية". هذه المرة فقد حسم الحزب أموره في الداخل التونسي و كسب تأييد "الملايين" و اتجه الى العمل الخارجي و العلاقات الدبلوماسية التي ستمكنه من تحقيق برنامجه. السيد البحري الجلاصي والقاضي اليحياوي في بيناتنا على شمس أف أم Credits ٍ Shems FM فقد صرح الجلاصي مؤخرا أنه بصدد اجراء اتصالات مع الجانب الايطالي لمد نفق بحري بين تونس و ايطاليا يسهل التبادل التجاري بين البلدين فهذا المشروع الاستثماري الذي لا نعرف من اين خصص البحري أمواله سيكون بمثابة الدليل القاطع على صدق أقواله و نواياه هذا ولم يعلن الجانب الايطالي عن هذا المشروع خشية تبنيه من قبل الاحزاب المنافسة للجلاصي . صعوبات خارجية يعمل الجلاصي على مقاومتها وهي المؤامرة التي تحاك حوله من قبل الولاياتالمتحدةالامريكية التي "تخشى وصوله الى السلطة" دليله في ذلك أنها اي الولاياتالمتحدة "تعمل بجهد على عدم ظهوره اعلاميا" حتى لا يتمكن الشعب و الناخب التونسي من الالتفاف حول برنامجه المنقذ للثورة. اذن يواجه الجلاصي صعوبات دبلوماسية جسيمة في سبيل تطبيق أحلامنا و حقائقه قد تجعله أشد اصرارا من ذي قبل على المضي قدما في تحدياته فالولاياتالمتحدةالامريكية تخشى من أن يتعرف الشعب الامريكي على البرنامج الانتخابي لحزب الانفتاح و الوفاء و يطالب بتطبيقه حرفيا في أمريكا و هو ما تعجز عن تنفيذه الحكومة الامريكية.