ببادرة من أفراد من نقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل تم يوم الجمعة 28 أكتوبر تدشين جامع حمزة بن المطلب بثكنة الشهيد الرائد جمال الدين العقربي ثكنة بوشوشة سابقا حيث تم به آداء أول صلاة جمعة . يمكن في الحقيقة اعتبار وجود جامع في ثكنة بوشوشة انجازا تاريخيا من انجازات الثورة المباركة فبعد أن كانت ثكنة بوشوشة أحد ورشات التعذيب و القمع و الإعتداءات ها هو صوت القرآن والآذان يرتفع فيها وذلك من بين الإاشارات على الرغبة الحقيقية في القطيعة الفعلية مع أيام الظلم و التعسف والقمع . عدد من الأجهزة الأمنية كانت تراقب من يقيمون الصلاة و تلاحقهم و تكيل لهم التهم جزافا و تطرد الكثيرين منهم من عملهم و تزج بهم في السجون حتى من رجال الأمن أنفسهم لكن اليوم لا رجال الأمن و لا المواطنون سيضطرون إلى التستر و التخفي ليقيمون الصلاة فمناخ الحرية الذي لاحت بشائره بعد الثورة بدأنا نقطف ثماره الواحدة تلو الأخري . الصلاة كانت من التابوهات حتى بالنسبة لرجل الأمن اذ كان يُسأل في أول اجراءات انتدابه إن كان يقيم الصلاة أم لا و بالطبع كان لزاما عليه أن يظهر في صورة المتنكّر لدينه فهو فقد يكون بعد انتدابه في أبسط الحالات من بين الذين يُكلفون بالقبض على أولئك الذين يواظبون على آداء الصلوات في بيوت الله . من كان يظن أنه سيقع في يوم ما تدشين جامع في أحد مخابر زرع بذور القمع و الترهيب , من كان يظن أنه سيرى في أحد بيوت الله رجلا بزيه الأمني يؤدي الصلاة و يقرأ القرآن و يتقرب الى الله و يطلب العفو والمغفرة فالصورة الذهنية لرجل أمن ما قبل 14 جانفي هو ذلك الرجل المتسلط الظالم الفاسد الذي يتلفظ بالكلام البذيئ و يسب الجلالة و غيرها من أبشع الصفات و النعوت . لسنا بصدد القول أنه بمجرد تدشين جامع بثكنة أصبحت الأجهزة الأمنية ملاكا طاهرا عفيفا شريفا نظيفا لا تشوبه شائبة و لا تصدر عنه خطيئة أو مظلمة و لكن يجب أن نؤكد على أن صورة رجل الأمن في ذهن التونسيين بدأت تتحسن بشكل كبير لذلك علينا أن ننوه بالتحولات الإيجابية و ببوادر التغيير و الإصلاح الحقيقي التى تشهدها المنظومة الأمنية منذ ذلك اليوم الذى فتحت فيه دهاليز وزارة الداخلية الى الصحفيين و التلاميذ و خلافا لمؤسسة القضاء يبدو أن مؤسسة الأمن تسير في الطريق الصحيح.