أكد سمير بن عمر الناطق الرسمي باسم المؤتمر من أجل الجمهورية أن التحالف الثلاثي المتكون من المؤتمر و النهضة و التكتل توصل إلى اتفاق حول الرئاسات الثلاث و أنه سيواصل مشاوراته لإستكمال تشكيلة الحكومة قبل الإثنين 22 نوفمبر 2011 و يمثل ذلك تكذيبا لما يروج من دخول الأحزاب الثلاثة في مأزق التجاذبات و الخلافات الضيقة التى تؤشر على قطيعة محتملة تنهي التحالف بينها. الأطراف التى تروّج لذلك هي بالأساس الأحزاب التى فشلت في الإنتخابات أو التى تحصلت على نتائج هزيلة بفضل أكبر البقايا و تتمثل المفارقة في أن هذه الأخيرة كان باب الإنخراط في الحوار مع المؤتمر و النهضة و التكتل مفتوحا أمامها لكنها رفضت ذلك بإرادتها و قبل حتى أن تتشكل الحكومة قالت إنها ستلعب دور المعارضة. مفهوم المعارضة عند هذه الأطراف تجلى منذ إعلان المؤتمر و النهضة و التكتل التحالف فيما بينهم و تمثلت هذه المعارضة في تصوير هذه الأحزاب الثلاثة على أنها تلهث وراء المناصب و دخلت في صراع محاصصة سياسية لإقتسام كعكة الحكم متجاهلة مشاغل و طموحات التونسيين خاصة المتعلقة بمعالجة المشاكل الإجتماعية و الإقتصادية و بذلك سقطت هذه الأطراف التى تمثل أساسا جزءا كبيرا من العائلة التى تسمي نفسها حداثية سهوا وربما عمدا في الإستنقاص من إرادة الشعب و التشكيك في اختياره الإنتخابي في محاولة لممارسة الوصاية عليه و سقطت أيضا في تجاهل تام لمجهودات الحكومة المؤقتة الحالية التى لاتزال تعمل إلى الآن رغم عديد الإحترازات عليها . img src=http://www.babnet.net/6/progvstrio3.jpg width="260" align=left title="المؤتمر , النهضة والتكتل يحسمون مسألة الرئاسات الثلاث و العائلة "الحداثية" لا تزال تعانى من التشرذم و الإنقسام " إضافة إلى ذلك هذه العائلة التى تسمى نفسها حداثية و تعتبر أنها تمثل المعارضة لا تزال تعتمد نفس الخطاب الذي كان أحد أبرز أسباب فشلها في الإنتخابات فهي في ظل رؤية سياسية ضبابية و ربما افتقار لبرامج مستقبلية واضحة لم تخرج للأسف من بوتقة الإستقطاب الإيديولوجي و لاتزال تفتعل مواضيع من قبيل الأمهات العازبات و تعدد الزوجات و في الآونة الأخيرة ركزت كل اهتمامها على تصريحات أمين عام حركة النهضة حول الخلافة. ما يمكن أن نقوله في النهاية هو أن ثالوث المؤتمر و النهضة و التكتل قدّم خدمة كبيرة للعائلة الحداثية المتشرذمة التى تحلم بالتكتل لتشكيل مؤتمر موحد يجمعها و يجعلها تنهض من حالة الضعف و الإنقسام التى تعيشها اذ قدم لها درسا في الشراكة السياسية و في إدارة الحوار السياسي و في التفاوض و التنازل و التحالف رغم الإختلافات الفكرية و قد يعود هذا الدرس في قادم الأيام عليها بالنفع حتى يكون لها دور مسؤول و إيجابي في المشهد السياسي الحالى.