لا يمكنني كإعلامي إلا أن أقف مع حرية الإعلام ومع حق الإعلاميين في الحصول على المعلومة من أي طرف كان وفي أي منطقة من مناطق الجمهورية خاصة وان قطاع الإعلام كان من ابرز القطاعات المتضررة زمن النظام السابق وليس من السهل بما كان ان يتراجع الإعلاميون عن حقوقهم التي شرعتها لهم القوانين الوطنية والعالمية فزمن التعتيم الإعلامي قد ولى. لذلك فانه من الطبيعي أن نتضامن مع صحفي قناة نسمة "سفيان بن حميدة" الذي تعرض مؤخرا للاعتداء أثناء قيامه بواجبه في تغطية الوقفة الداعمة لقرار وزير الداخلية علي العريض في إقالة مدير عام وحدات التدخل المنصف العجيمي. سفيان بن حميدة قال أن أنصارا لحركة النهضة قاموا بالاعتداء عليه لفظيا وجسديا أمام وزارة الداخلية التونسية وان صحفيين ومنخرطين في نقابة الصحفيين التونسيين وأعضاء في المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان قاموا بالدفاع عنه وحمايته من المعتدين غير ان الناطق باسم حركة النهضة نفى نفيا قاطعا الاتهامات بل وجه اللوم لبن حميدة لأنه استفز الحضور وابرز عدم حيادية وموضوعية وان أنصار النهضة قاموا بحمايته من المعتدين مطالبا إياه باللجوء للقضاء لأخذ حقوقه. طبعا ما حصل للصحفي بقناة نسمة سفيان بن حميدة اعتبر انتهاكا واضحا لحرية الإعلام تنضاف إلى الانتهاكات السابقة في التعيينات الحكومية لمسؤولين متهمين بالفساد والولاء للنظام السابق على رأس المؤسسات الإعلامية الوطنية وكذلك التهديد التي تلقته صحيفة المغرب التونسية من قبل بعض الجماعات السلفية المتطرفة. هذا الأمر اعتبرته نقابة الصحفيين التونسيين تراجعا للوراء وعودة لسياسة القمع وأتباع لطريقة الميلشيات في تتبع الإعلاميين المناهضين لسياسات الحكومات في الدول التي تعيش نظام حكم دكتاتوري. لكن هنالك رؤية أخرى لما حصل للصحفي بن حميدة تقول ان هنالك تهويلا متعمدا من وسائل الإعلام الوطنية لهذه القضية وذلك لتسويق صورة مغلوطة عن الحكومة تقول أن "حكومة حمادي الجبالي تريد العودة بنا إلى سياسة القمع والاستبداد الذي اتبعها النظام السابق وهذا تهويل مفضوح. لا نخفي أن هنالك قطيعة بين الحكومة الحالية والإعلام قطيعة دفعت بوزير الداخلية التونسي "علي العريض" إلى اختيار صفحات التواصل الاجتماعي الفايسبوك لإلقاء خطب وتصريحات مباشرة إلى المواطنين وتجاهل الإعلام الرسمي. لكن في كل الأحوال هذا الصراع بين الإعلام الرسمي والخاص من جهة والحكومة من جهة أخرى سيزيد في تازيم الوضع نحن لا نريد ان يكون الإعلام التونسي مطبلا للحكومة لكننا في نفس الوقت لا نريده معاديا لها وينتظر أخطائها ليهول الأمر ويظهرها في صورة شيطانية . على قناة نسمة وصحفيها "سفيان بن حميدة أن يلتجأ للقضاء بعد الاعتداء الذي تعرض له ومن المؤكد انه سيتحصل على حقوقه كاملة ... كريم بن منصور --------------------- فيديو - شهادة شاب كان حاضرا بالمكان الذي وقع فيه الاعتداء على الصحفي سفيان بن حميدة وشارك في الدفاع عنه واستنقاذه من بين أيدي المعتدين وحمايته.