تابعنا في الأيام القليلة الفارطة وعلى اثر بث القناة الوطنية 2 لبرنامج "ما وراء الحدث" ليلة الخميس 9 فيفري الجاري في حلقة خصصت للنقاش حول المبادرات السياسية التي تشهدها تونس متخذة البيان الصادر عن الوزير الأول السابق الباجي قائد السبسي كنموذج،عديد التأويلات والتعليقات على كواليس ومجريات هذا اللقاء والتي وان تدخل في خانة حرية التعبير إلا أن مجملها لم يعتمد مبدأ قدسية الخبر. والخبر يقول ان معد البرنامج ومقدمه معز الخضراوي قد اتصل بالسيد الباجي قائد السبسي أسبوعا قبل بثه واتفق معه على الحضور للحديث حول بيانه والدخول في نقاش مع ممثلين عن الساحة السياسية والحقوقية والمدنية دون ذكر اسماء بعينها ،وقد قبل الوزير الاول السابق الحضور دون املاءات او شروط الشيء الذي ترفضه أي وسيلة اعلامية تحترم نفسها. وقبل يوم من بث البرنامج اصدرت القناة عن طريق إدارة الاتصال بالمؤسسة بيانا تناقلته وسائل الإعلام الوطنية بكافة انواعا وتضمن القائمة الكاملة للضيوف ،بما يعكس استجابة القناة لمتطلبات المهنية والشفافية ،وهو ما يؤكد أن البرنامج لم "يخدع" السيد الباجي قائد السبسي ولم ينقص من شانه بدعوة مؤسس حزب عريق في قيمة السيد احمد نجيب الشابي او عضو مكتب تنفيذي لحركة تتصدر قائمة الاحزاب السياسية في البلاد وهو السيد رياض الشعيبي أو ناشط حقوقي في مثل قيمة السيد احمد بلغيث أو محلل سياسي وهو السيد نور الدين بن نتيشة طالما انفرد بمحاورة السيد الباجي وهو وزير أول في الوقت الذي لم يقبل دعوة عديد وسائل الاعلام الوطنية. وبذلك وبقطع النظر عن محتوى ومستوى الحوار الذي حددته عدة ظروف فان القناة الوطنية الثانية حرصت على احترام كل الاطراف ووجهت الدعوة للوزير الاول السابق في إطار فضاء يخصص للرأي والرأي الآخر وهو المبدأ الذي اعتمده البرنامج منذ انطلاقته وليس للحديث في اتجاه واحد. ونعتقد ان المتابع بتجرد وحيادية لهذه الحلقة سيصل حتما الى ان هذه الاستضافة مكنت من تحقيق سبق على مستويات عدة من بينها إعلاء مبدأ الرأي والرأي المخالف من دون ولاء لأي شخص أو طرف بل فقط تكريسا لحق الاختلاف الذي يعد احد مكاسب الثورة التونسية. وفيما يتعلق بمسالة عدم حضور الدكتور سالم لبيض فهي نتيجة لأسباب فرضها ارتفاع عدد الضيوف الذي لم يكن يتماشى وطاولة الحوار وهو ربما سوء تقدير تعترف به القناة ،ولا علاقة لها تماما بمسالة الاقصاء التي ترفضها المؤسسة اعتبارا لأنها مرفق عمومي على ملك الشعب التونسي لا يستثنى فيه احد.