بقلم حسان لوكيل خرجت علينا جريدة المغرب في عددها الصادر يوم 11 ماي بسبر آراء لا يعلم سره إلا رئيس تحريرها زياد كريشان و أيضا صاحب الجريدة عمر صحابو الذي أحل في آخر فتاويه الخمرة . ربما عمر صحابو هو من خط بنفسه و أعدّ ملامح هذا الإستبيان و هو يترشف الخمرة الحلال , لعله لم يصحى بعد من سكره ليدرك أن أقل ما يقال على استبيانه أنه عار على صحافة ما بعد الثورة . 42 بالمائة من التونسيين يعتبرون أن الوضع في عهد بن علي أفضل من اليوم هكذا كتب بالبنط العريض في الصفحة الأولى من الجريدة في اعتداء صارخ على التونسيين الأحرار الذين صرخوا بصوت واحد خبز و ماء و بن علي لا و اعتداء حتى على الذين كانوا من زبانيته و أعلنوا توبتهم خلال الثورة فخذلوه . لعل هذا الإستبيان هو فقط ثمرة ثمل و نشوة صاحب الجريدة لكن ربما ليست صدفة أن يكون رئيس التحرير السابق لجريدة REALITE زياد كريشان الذي أصدر في العهد السابق أطول قصيدة في مدح "سيف الدولة " عماد الطرابلسي في 6 صفحات هو اليوم رئيس تحرير جريدة المغرب التى تصدر سبر آراء متعدد الأغراض الأدبية فنجد فيه المدح لبن علي و تغزلا بنظامه . فأن تقع مقارنة وضع ما بعد الثورة بوضع القمع و الإستبداد في العهد السابق و أن تقع مقارنة من يحكمون اليوم بالعصابة التى حكمت أمس لا يمكن أن يكون سوى تعبيرا من أسرة المغرب عن لوعتها و حرقتها و اشتياقها و ألمها لفقد حبيبها أو أحبائها بن علي و عائلته . أسرة المغرب و من يحرّكها و قفت من خلال استبيانها البائس اليائس الفاقد للحرفية و المهنية على أطلال زين العابدين ونظامه فصورته لنا كما تراه زعيما و قائدا و حاميا للحمى و الدين فتفننت في تعداد محاسن و مناقب لا تراه فيه إلا هي و تحسرت على فقده و تمنت عودته فكأنما الإستبيان قصيدة عنوانها أرجوك عد يا بن علي .